ألقت التداعيات السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية بظلالها على سوق السفر العربية، التي افتتحت في دبي أول من أمس، بمشاركة اكثر من 1800 شركة من 63 دولة عربية وأجنبية، بزيادة تصل إلى 37 في المئة مقارنة بالدورات الماضية. وطغت الأحداث "الإرهابية" الأخيرة في كل من السعودية ومصر، وتداعيات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري و"تسونامي" آسيا وارتفاع أسعار النفط وسعر صرف الدولار مقابل اليورو، على أحاديث أقطاب السياحة في العالم، المشاركين في السوق. حضور لبناني وسعودي مميز وشهدت المشاركة العربية عموماً، واللبنانية والسعودية خصوصاً، إضافة إلى المصرية، حضوراً مكثفاً، في خطوة تهدف على ما يبدو إلى تجاوز "المحن"، التي أصابت قطاع السياحة في عدد من هذه البلدان خلال الأشهر القليلة الماضية، وان كانت بدأت تستعيد بعضاً من عافيتها في لبنان. وقالت مديرة الإنماء السياحي في وزارة السياحة اللبنانية منى فارس: "نعم أثرت كارثة اغتيال الشهيد رفيق الحريري على السياحة في لبنان بمعدل 40 في المئة، ولكننا نعتمد حالياً الخطوات العريضة التي اعتمدتها منظمة السياحة العالمية لتجاوز أحداث الأقصر في مصر في 1999، وتجربة "تسونامي" في آسيا العام الماضي". وأشارت في مقابلة مع "الحياة" على هامش المعرض، الذي يعتبره الكثير من أقطاب صناعة السياحة العرب والأجانب، "فرصة للترويج وعقد الصفقات السياحية"، إلى "ان لبنان يركز في حملته الترويجية على النشاط الإعلامي، وحضور المعارض السياحية حول العالم لاعادة وضع لبنان على الخريطة في أسواقها التقليدية، خصوصاً الإمارات والسعودية". أما بالنسبة الى السعودية التي اتجهت إليها أنظار أقطاب السياحة الأجانب، وهي إضافة إلى دبي وقطر من الدول التي حصدت عائدات نفطية كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، فقد أعلن نائب الأمين العام للهيئة السعودية العليا للسياحة لشؤون الاستثمار والتسويق الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالله، "ان الهيئة ستطلق مشاريع سياحية عملاقة بالشراكة مع القطاع الخاص خلال الأشهر القليلة المقبلة بقيمة 150 بليون دولار". وقال ل"الحياة"، ان الهيئة ستجري لقاءات مكثفة مع القطاع الخاص لتفعيل سياحة المؤتمرات والمال والأعمال، وهي البلد التي تعد اكبر الأسواق الاقتصادية في الشرق الأوسط. المشاركة الأجنبية وليست البلدان العربية الوحيدة التي كثفت تواجدها في المعرض، فقد احتلت مؤسسات الترويج السياحي الآسيوية، التي تعرض قطاعها السياحي إلى ضربة قاسية بسبب كارثة المد البحري في نهاية العام الماضي، مساحات كبيرة من المعرض، حيث حجزت الشركات الماليزية جناحاً امتد على مساحة 400 متر مربع. وتعتبر دورة هذا العام، الأكبر منذ انطلاق المعرض قبل 12 عاماً، وامتد على مساحة إجمالية تجاوزت 16 ألف متر مربع. وعزا المشرفون على المعرض هذه الزيادة الملحوظة إلى الطلب المتزايد على السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، مشيرين إلى زيادة ملحوظة في السياحة البينية العربية. توقعات ايجابية وتشير إحصاءات منظمة السياحة الدولية الى ان قطاع السياحة الداخلية لمنطقة الشرق الأوسط سيشهد نمواً سنوياً بمعدل سبعة في المئة حتى عام 2020، وسيفوق معدلات نمو مختلف المناطق في العالم لتصل الى 65 مليون مسافر داخلياً. وتعد منطقة الشرق الأوسط رابع منطقة من حيث الزوار، اذ سجلت اكثر من 35 مليون زائر في 2004. كذلك يشهد الطلب على السياحة الخارجية، انتعاشاً مع سعي سلسلة من الوجهات السياحية الخارجية للحصول على حصة من قطاع المسافرين في الشرق الأوسط من رجال الأعمال.