أطلقت القوات الأميركية زعيم"الحزب الاسلامي العراقي"محسن عبدالحميد وثلاثة من أبنائه بعد ساعات على اعتقالهم"خطأً"من منزلهم في بغداد، ما دفع حزبه الى مطالبة الحكومة باتخاذ موقف من"استهدافه"، فيما دان الرئيس العراقي جلال طالباني العملية مطالباً بالافراج عنه. وأعلن الجيش الأميركي في بيان:"اعتقلت قوات الائتلاف عبد الحميد واستجوبته، لكن تقرر بعد المقابلة أنه اعتقل خطأ ويجب اطلاقه وهو الآن في طريقه الى منزله ... تأسف قوات الائتلاف لأي ازعاج وتعترف بتعاون السيد عبدالحميد في حل هذه المسألة". وأوضح عضو المكتب السياسي للحزب علاء مكي أن"محسن عبدالحميد اعتقل في منزله في حي الخضراء غرب بغداد مع أبنائه الثلاثة ياسر ومقداد وأسيد"الذي يعاني من مشاكل صحية. وأضاف مكي:"لم يعط أي تفسير لهذه الاعتقالات، لكن جنوداً أميركيين انتقدوا بواسطة مترجميهم رفض الحزب الاسلامي المشاركة في العملية السياسية". وأعرب طالباني في بيان صدر عن مكتبه عن"استغرابه واستيائه من اعتقال رئيس الحزب الاسلامي وطالب باطلاقه فوراً". واستنكر الحزب في بيان اعتقال زعيمه، واعتبر أن"هذه الحماقة تعتبر سابقة خطيرة". وجاء في البيان أن"الادارة الأميركية تزعم أنها مهتمة بزج السنة في العملية السياسية، الا أن سبيلها الى ذلك كما يبدو هو المداهمة والاعتقال وخرق حقوق الانسان". وتابع أن"قوات الاحتلال وهي تتجرأ على رمز وطني اسلامي بهذه الطريقة البشعة ستحصد نتائج فعلها في غضب الناس ونقمتهم على الاحتلال، وما جره من مآس على هذا البلد المجاهد". واعتبر الأمين العام للحزب اياد السامرائي أن"هذا عمل استفزازي وغبي ويأتي في اطار الضغط الذي يمارس على الحزب". وتابع:"في وقت يشدد الأميركيون على مشاركة السنة، يعتقلون زعيم الحزب السني الوحيد الذي ينادي بحل سلمي وسبق أن شارك في العملية السياسية". الى ذلك، أكد اياد العزي أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الاسلامي في حديث الى قناة"الجزيرة"القطرية:"لدينا قناعة تامة بأن حزبنا مستهدف بهذه القوة الغاشمة". وأضاف العزي:"عندنا مئات المعتقلين في سجون الاحتلال وأعداد مماثلة في سجون قوات الجيش والشرطة العراقية ومقرات حزبنا تتعرض للمداهمات والاعتداءات". وتابع أن"الحكومة العراقية الآن على المحك وأمام اختبار حقيقي وعليها أن تثبت لنفسها السيادة واحترام المواطنين". وكان"الحزب الاسلامي"انسحب من الانتخابات التي أجريت في 30 كانون الثاني يناير الماضي بعدما طالب عبثاً بارجائها، معتبراً أن القيام بها غير ممكن وسط جو من العنف.