بات يتعذر على النواب في المعارضة، مع اقتراب سريان المهلة الزمنية لدعوة الهيئات الناخبة الى الاشتراك في الانتخابات النيابية التي تبدأ دورتها الأولى في بيروت في 29 الشهر الجاري، إدخال أي تعديل على القانون النافذ، المعروف ب"قانون العام 2000" الذي ستجرى على أساسه العملية الانتخابية، على رغم تصاعد الحملات السياسية المطالبة بالقضاء دائرة انتخابية، والتي تجلت أمس في موقف البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير العائد الى بيروت من فرنسا والذي كرر اعلان تأييده للقضاء. راجع ص 4 ومع ان الموقف من"قانون العام" أدى الى بروز خلاف بين قوى المعارضة، إذ ان بعضها يدعم هذا القانون بخلاف بعض آخر يصر على القضاء دائرة انتخابية، تواصلت اللقاءات أمس في محاولة لرأب الصدع، خصوصاً بعدما خرج الخلاف الى العلن بين رئيس"اللقاء النيابي الديموقراطي"وليد جنبلاط وزعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون. ويتوقع ان يلتقي جنبلاط البطريرك صفير اليوم. وعلمت"الحياة"انه لم يعد من خيار امام المعارضة سوى الحفاظ على تماسكها ليكون في مقدورها خوض الانتخابات على لوائح موحدة، لا سيما انها تجد صعوبة في اقناع رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتوجيه دعوة لعقد جلسة نيابية للنظر في التعديلات المقترحة على"قانون العام 2000" وتحديداً بالنسبة الى التسليم بخصوصية انتخابية لقضاءي بشري الشمال وجزين الجنوب. وبحسب المعلومات فإن بري الذي يتوجه غداً الى الجنوب لبدء التحضير للانتخابات فيه، يبدي عدم ارتياحه لمواقف قوى أساسية في المعارضة كانت أبدت تأييدها او بالأحرى عدم ممانعتها للعودة الى"قانون العام 2000"، وسارعت الآن الى تسجيل مواقف اعتراضية في محاولة لتبرئة ذمتها امام محازبيها في الشارع المسيحي من جهة ولتأكيد صدقيتها حيال البطريرك صفير، الذي لعب دوراً في اقناع رئيس الجمهورية اميل لحود والوزير السابق سليمان فرنجية باعتماد القضاء دائرة انتخابية. كما ان كتلتي جنبلاط و"قرار بيروت"برئاسة سعد الدين رفيق الحريري بدأتا تشعران بإحراج حيال القوى الأخرى في المعارضة المتمثلة بلقاء قرنة شهوان والبطريرك الماروني بسبب موافقتهما على"قانون العام 2000"بعدما كانتا ايدتا القضاء دائرة انتخابية، وهذا ما يفسر الاتصال الذي أجراه الحريري بصفير اثناء وجوده في فرنسا. وإذ تحاول المعارضة اعادة ترميم صفوفها بعدما تعرضت الى انتكاسة سياسية ناجمة عن التباين في المواقف من قانون الانتخاب، يركز اللقاء الديموقراطي على حليفه"لقاء قرنة شهوان"بغية خوض الانتخابات على لوائح موحدة بخلاف علاقته بعون التي يبدو انها في طريقها الى التأزم ما لم تنجح الجهود في انقاذها قبل فوات الأوان. الى ذلك، بدأ التحضير اللوجستي والإداري لإجراء الانتخابات مع توقع وصول طلائع فريق المراقبين الدوليين الى بيروت للإشراف على العملية الانتخابية وضمان نزاهتها. من جهة أخرى، نقلت وكالة"فرانس برس"عن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قوله في حديث الى صحيفة"لوموند"الفرنسية ان جنوداً سوريين لا يزالون يرابطون"داخل الاراضي اللبنانية"في موقع في منطقة الحدود بين البلدين. واعرب عن أمله بالتوصل الى حل سريع لهذه المسألة خلال محادثاته في دمشق غداً.