عشية إنطلاق الإنتخابات اللبنانية التي تلاقي متابعة دولية دقيقة، لفتت أبناء العاصمة اللبنانية أمس تلك السيارات التي تحمل إشارات المراقبين الدوليين الذين يتوزعون على أربع مجموعات. الأولى تابعة للإتحاد الأوروبي ومؤلفة من مئة مراقب تعمل معها مجموعة من الكنديين، وثمة مجموعة كندية مستقلة من أعضاء مجلس الشيوخ بعضهم من أصل لبناني ومستقلين أو أعضاء جمعيات غير حكومية، تتضمن عشرين شخصاً. والمجموعة الثالثة صغيرة وهي المجموعة الأميركية ويديرها عضو مجلس الشيوخ السيد بيتن وهو يعمل تحت رعاية السفارة الأميركية في بيروت. أما الفريق الرابع فهو مجموعة صغيرة من المراقبين الأستراليين. بعثة المنظمة الفرنكوفونية التي يترأسها الأمين العام السابق للمنظمة بطرس بطرس غالي، ليست للمراقبة بل لمتابعة الإنتخابات. مدير دائرة الإنتخابات في الأممالمتحدة في لبنان دونغ أنغيويان قال ل"الحياة"إن دائرته ستتولى التنسيق بين عمل مختلف هذه المجموعات لكنها لا تتدخل في عملية مراقبة الإنتخابات. ولفت إلى أن مجموعات المراقبة إنما يتركز عملها على التأكد من أن العملية الإنتخابية تتم وفق ما ينص عليه قانون الإنتخاب والإطمئان على احترام هذا القانون، وتعد كل مجموعة تقريراً تقدمه إلى المنظمة أو الحكومة التي تتبع لها ثم تقدم نسخة عنه إلى الحكومة اللبنانية قبل أن تعرضه للرأي العام. وإضافة إلى المراقبين الدوليين ثمة حركة لبنانية ناشطة جداً، تتمثل بعمل"الجمعية اللبنانية من اجل ديموقراطية الانتخابات"التي تنشط منذ عام 2000 في مراقبة. ووسعت الجمعية دائرة عملها هذا العام من خلال إطلاق"التحالف اللبناني لمراقبة الإنتخابات"الذي يضم عدداً كبيراً من الجمعيات الأهلية. ودربت الجمعية نحو 870 عضواً من التحالف على كيفية مراقبة الإنتخابات، وقال أمينها العام زياد بارود:"نحن نراقب الأنتخابات منذ صدور القانون حتى النتائج والطعون". وانتقد قانون 2000 لجهة التمثيل، لافتاً الى"مساوئ النظام الأكثري المعتمد مقارنة بنظام النسبي الذي يعطي تمثيلاً أكثر صحة لشرائح الناخبين". وتوقف بارود عند قضية نجاح عدد من المرشحين بالتزكية وقال:"قضية التزكية بحد ذاتها لا تتعارض مع الديموقراطية، لكن أن ينجح 9 مرشحين في بيروت من أصل 19 بالتزكية ففي الأمر شيء ما غير طبيعي، الإمتناع عن الترشح بحد ذاته هو ما يمثل المشكلة". ولفت بارود إلى أن نحو 300 عضو من التحالف سيراقبون الإنتخابات اليوم عبر التجول في مراكز الإقتراع. واستقبل وزير الخارجية اللبنانية والمغتربين محمود حمود أمس الأمين العام السابق للمنظمة الفرنكوفونية بطرس بطرس غالي الذين قال بعد اللقاء:"إن مهمة البعثة هي مهمة صداقة ولمتابعة الإنتخابات اللبنانية وليس الهدف مراقبتها، تريد المنظمة أن تستفيد من تجربة لبنان لتتمكن من العمل على تحسين وضعها. ثم زار غالي الأمين على رأس بعثة المنظمة وزير الداخلية اللبنانية حسن السبع، وتناول الحديث الإستعدادات للإنتخابات النيابية التي تبدأ اليوم. وكان زير البيئة والتنمية الإدارية الدكتور طارق متري استقبل أمس مدير دائرة الإنتخابات في الأممالمتحدة في لبنان دونغ أنغيويان ومساعده المستشار عمران رضا ودار الحديث حول المساعدة التي سيقدمها الفريق الدولي للدولة اللبنانية لتأمين أفضل الشروط لإنتخابات حرة ونزيهة، وأطلع الوفد الوزير اللبناني على ما جمعه من أفكار ومعلومات خلال لقاءات مع المسؤولين والمرشحين حول حول سبل تطوير أنظمة ادارة الإنتخابات وتقنياتها. وزار غالي أيضاً وزير الإعلام الدكتور شارل رزق على رأس وفد ضم الوزير السابق لحقوق الإنسان في المغرب محمد أوجار والوسيط الفدرالي في بلجيكا بيار إيف مونيت والأستاذ الجامعي إيف بوسون والمستشار لحقوق الإنسان والديموقراطية في المنظمة تيمور مصطفي كامل وألبير بورجي والمحامي اغبنتو سيلو. وقال غالي أن بعثات ممتالية للمنظمة ستأتي إلى لبنان كل أسبوع حتى انتهاء الإنتخابات.