استعاد ليفربول الإنكليزي هيبته الأوروبية التي خسرها في العقدين الأخيرين بإحرازه لقب النسخة ال50 من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بتغلبه على ميلان الإيطالي 3-2 بركلات الترجيح الوقتان الأصلي والإضافي 3-3 مساء أول من أمس في المباراة النهائية على ملعب أتاتورك في مدينة إسطنبول التركية أمام 70 ألف متفرج. وسجل ستيفن غيرارد والتشيخي فلاديمير سميتشر والإسباني خابي ألونسو أهداف ليفربول، وباولو مالديني والأرجنتيني هرنان كريسبو هدفين أهداف ميلان. وفي ركلات الترجيح، سجل لليفربول الألماني ديتمار هامان والفرنسي جبريل سيسيه وسميتشر، وأهدر له النروجي يون إرن ريزه. أما ميلان، فسجل له الدنماركي يون دال توماسون والبرازيلي كاكا، وأهدر له البرازيلي الآخر سيرجينيو وان بيرلو والأوكراني أندري شيفتشنكو. وهو اللقب الأول لليفربول منذ عام 1984 عندما أحرزه على حساب روما الإيطالي 2-1 بركلات الترجيح أيضاً بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1، والخامس في تاريخه أعوام 1977 و1978 و1981. وأكد ليفربول أحقيته باللقب وخالف التوقعات رأساً على عقب وأطاح بالكبار الذين كانوا مرشحين للصعود على منصة التتويج في مقدمهم باير ليفركوزن الألماني ويوفنتوس الإيطالي وتشلسي الإنكليزي وميلان. وكان ليفربول أبلى بلاءً حسناً أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات لأنه توج بطلاً للمسابقة أربع مرات وهو إنجاز لم يحققه في السابق سوى ريال مدريد الإسباني الذي فاز بالألقاب الخمسة الأولى قبل أن يستقر عند 9 ألقاب عندما توج بطلاً للمرة الأخيرة عام 2002. وخاض ليفربول المباراة النهائية للمسابقة للمرة الأولى منذ عام 1985 عندما خسر أمام يوفنتوس الإيطالي صفر-1 في مباراة أقيمت على ملعب هيسل في بلجيكا وشهدت مجزرة ذهب ضحيتها 39 شخصاً بسبب تدافع الجمهور في المدرجات إثر سقوط أحد الجدران. ونجح مدرب ليفربول المحنك الإسباني رافايل بينيتيز، اختصاصي مسابقات الكؤوس، في قيادة فريقه إلى إحراز اللقب الأوروبي في أول موسم له على رأس إدارته الفنية. وبات ليفربول أول ناد إنكليزي يحرز لقب المسابقة منذ أن توج جاره مانشستر يونايتد بطلاً عام 1999 في مباراة تاريخية أيضاً ضد بايرن ميونيخ الألماني عندما تخلف أمام منافسه صفر-1 حتى الوقت بدل الضائع ثم سجل هدفين قاتلين لينتزع اللقب. وأنقذ ليفربول موسمه بعدما خسر نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية أمام تشلسي، وخروجه من كأس إنكلترا، وحلوله خامساً في الدوري. وقد يدافع ليفربول عن لقبه الأوروبي الموسم المقبل في حال سمح له الاتحاد الأوروبي بذلك بعدما وعده رئيس الاتحاد الأوروبي السويدي لينارت يوهانسون بذلك في حال توج بطلاً. في المقابل، خرج ميلان خالي الوفاض هذا الموسم بعدما فقد لقب الدوري المحلي لمصلحة يوفنتوس في الأمتار الأخيرة وخروجه من مسابقة الكأس المحلية، وفشل بالتالي في إحراز لقبه السابع في المسابقة. وهي المرة الثالثة التي يفشل فيها ميلان في النهائي بعد عامي 1993 أمام مرسيليا الفرنسي و1995 أمام أياكس الهولندي. وهي المباراة الثانية على التوالي التي تهتز فيها شباك ميلان 3 مرات، بعدما خسر أمام آيندهوفن الهولندي 1-3 في إياب الدور نصف النهائي. ويدين ليفربول باللقب إلى حارس مرماه البولندي ييري دوديك الذي تألق في ركلات الترجيح بتصديه لركلتين اثنتين لبيرلو وشفتشنكو، كما أنه أنقذ ليفربول من الخسارة في الوقت بدل الضائع في التمديد بتصديه لمحاولتين لشيفتشنكو على دفعتين. وجاءت المباراة مجنونة في أطوارها وكان ميلان الأفضل في شوطها الأول وأنهاه بثلاثية نظيفة وكان في طريقه إلى اللقب، بيد أن ليفربول قلب عليه الطاولة في الدقائق ال15 الأولى من الشوط الثاني وأثمر التبديل الذي قام به مدربه الإسباني رافايل بينيتيز بإشراك لاعب الوسط هامان مكان الآيرلندي ستيف فينان، فنجح الفريق الأحمر في تسجيل 3 أهداف أدرك بها التعادل وحافظ على النتيجة حتى الاحتكام إلى ركلات الترجيح التي لم تبتسم لميلان مثلما فعلت معه في نهائي عام 2003 أمام مواطنه يوفنتوس على استاد أولدترافورد في مانشستر. وهي المرة الأولى التي تشهد فيها المباراة النهائية تسجيل هذا العدد من الأهداف وذلك منذ موسم 1960-1961 عندما فاز ريال مدريد على بنفيكا البرتغالي 5-3. وكان ميلان صاحب الأفضلية في بداية المباراة من خلال الانتشار الجيد للاعبيه على رقعة الملعب وتحكمهم في منتصف الملعب واسهم الهدف الباكر في رفع معنوياتهم في بقية مجريات المباراة. ومنح القائد مالديني التقدم لميلان في الدقيقة الأولى إثر ركلة حرة جانبية نفذها بيرلو داخل المنطقة فتابعها مالديني على الطائر بيمناه داخل مرمى الحارس دوديك. وكاد المدافع الفنلندي سامي هيبيا يدرك التعادل بضربة رأسية إثر تمريرة عرضية بيد أن الحارس البرازيلي ديدا كان لها في المكان المناسب. وتلقى ليفربول ضربة موجعة بإصابة مهاجمه الأسترالي هاري كيويل في الدقيقة 22 فدخل مكانه سميتشر. وأضاف شيفتشنكو هدفاً ثانياً إثر تلقيه كرة بينية من كاكا بيد أن الحكم المساعد ألغاه بداعي التسلل 29. وسجل كريسبو الهدف الثاني من هجمة مرتدة قادها كاكا فمرر كرة إلى شيفتشنكو المتوغل داخل المنطقة فمررها عرضية إلى كريسبو غير المراقب فتابعها بيمناه داخل المرمى. وأضاف كريسبو الهدف الثالث إثر تلقيه كرة من البرازيلي كاكا من منتصف ملعب ميلان فلكزها بيمناه عند حافة المنطقة فوق الحارس دوديك الذي خرج لملاقاته. وهو الهدف السادس لكريسبو في المسابقة. وقلص ليفربول الفارق عندما مرر ريزه كرة عرضية من الجهة اليسرى فتابعها القائد غيرارد برأسه في الزاوية اليسرى البعيدة للحارس ديدا. وأضاف سميتشر الهدف الثاني من تسديدة قوية من خارج المنطقة في الزاوية اليمنى للحارس ديدا. وحصل ليفربول على ركلة جزاء بعد عرقلة غيرارد من قبل غاتوزو فانبرى لها ألونسو فارتدت من ديدا بيد أنها ارتدت منه إلى ألونسو فتابعها داخل المرمى. وكاد ريزه يضيف الهدف الرابع من تسديدة قوية تصدى لها ديدا على دفعتين. وأنقذ تراوري مرماه من هدف عندما أبعد تسديدة شيفتشنكو من باب المرمى إلى ركنية.