بعد ضغوط كبيرة من اللوبي الصهيوني وانصار اسرائيل، تراجع اكبر اتحاد للاساتذة الجامعيين في بريطانيا امس عن قرار مقاطعة جامعتين اسرائيليتين، معلناً انه قرر خلال جلسة خاصة وبغالبية واسعة"وقف المقاطعة فوراً". وكان الاتحاد المعروف باسم جمعية اساتذة الجامعات البريطانية والذي يضم 40 الف عضو، قرر في نيسان ابريل الماضي مقاطعة جامعة حيفا الاسرائيلية التي اتهمها بانتهاك حرية البروفيسور ايلان بابيه بسبب دفاعه عن طالب ناقش في اطروحته جوانب مثيرة للجدل في تاريخ اسرائيل، كما قرر الاتحاد مقاطعة جامعة بار ايلان الدينية قرب تل ابيب لانها فتحت فرعا لها في مستوطنة"ارييل"في الضفة الغربيةالمحتلة، في حين ارجأ اتخاذ قرار في شأن مقاطعة الجامعة العبرية. واثار القرار موجة غضب في اسرائيل والولايات المتحدةوبريطانيا حيث اعتبرت وزارة الخارجية الاسبوع الماضي ان الحوار المعمق يشكل افضل سبيل للتوصل الى تسوية سلمية للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. واجتمع اتحاد الاساتذة الجامعيين البريطانيين امس لمراجعة قرار المقاطعة بطلب من بعض الاعضاء، وانتهت النقاشات بتصويت لمصلحة الغاء المقاطعة. وقالت رئيسة الاتحاد سالي هانت في بيان ان"الوقت حان لبناء جسور بين الاراء المتعارضة هنا في المملكة المتحدة، والتزام دعم اتحادات النقابات في اسرائيل وفلسطين والتي تعمل من اجل السلام". وعبرت"جماعة الحرية الاكاديمية"عن سعادتها بقرار الالغاء، لكنها اعتبرت ان"الكثير من الضرر قد وقع". اما الاستاذة الجامعية البريطانية سو بلاكويل التي تقدمت باقتراح مقاطعة الجامعات الثلاث، فقالت انها لا تعتقد ان العديد من الاكاديميين البريطانيين غير رأيه بالمقاطعة. وشرحت ل"الحياة"ما جرى خلال الجلسة، مشيرة الى انها بدت وكأنها مؤتمر جديد حضره ضعف العدد المعتاد وتضمن وجوهاً غير مألوفة، عازية ذلك الى جهود الحملة المنسقة المضادة للمقاطعة. وتابعت ان النقاش لم يكن مرضيا وان بعض الاعضاء تعمد طرح اسئلة بهدف تبديد الوقت. لكنها اقرت بحدوث"نكسة"في حملة المقاطعة، مضيفة ان"المعركة مستمرة، وسنواصل حملتنا من اجل حقوق الانسان الفلسطيني، وهي في صلب هذه الحملة". من جانبها، قالت منسقة الحملة الفلسطينية للمقاطعة الاستاذة في جامعة بير زيت الفلسطينية الدكتورة ليزا تراكي ل"الحياة"ان"هذه النتيجة كانت متوقعة والسبب هو الحملة المنظمة جداً من القوى المضادة للمقاطعة وجماعات الضغط الصهيونية في بريطانيا وفي السفارة الاسرائيلية وغيرها، لذلك فان ما حدث لا يشكل مفاجأة". وأقرت بأن حملة المقاطعة تعرضت لنكسة بمعنى ان القرار الرسمي بالمقاطعة أُلغي، مشيرة الى ان ذلك لن يؤثر في المستوى غير الرسمي للمقاطعة، بمعنى سلوك الاكاديميين كأفراد، واضافت ان"هذه المعركة بما تضمنته من قرارات ونقاشات ومقالات جعلت قضية المقاطعة لاسرائيل شرعية ووضعتها على خريطة العمل السياسي في العالم... كما جعلت من مسألة المقارنة بين اسرائيل والنظام العنصري في جنوب افريقيا امراً مشروعاً".