مجموعة من الأحداث الفنية رافقت الموسيقي اللبناني الياس الرحباني في الفترة الأخيرة: استقالته من منصبه كعميد لأكاديمية "روتانا" للتعليم الموسيقي، انزعاجه من انسحاب لبنان من مسابقة الأغنية الأوروبية، عرض كليب أغنية "بدي عيش" التي كتبها ولحنها ووزعها موسيقياً للفنانة هيفا وهبي وأثارت جدلاً واسعاً في أوساط النقاد بسبب هذا التعاون، وأخيراً الدعوى القضائية التي رفعها ضد الملحن خالد البكري بسبب سرقة لحن موسيقي قديم له، وإعادة استخدامه في لحن أغنية "أتحدى العالم" للمطرب التونسي صابر الرباعي. "الحياة" التقت الياس الرحباني الذي تحدث عن كل مواضيعه الشائكة... ما الذي حدث مع خالد البكري؟ - أبلغت قبل أيام بأنني ربحت الدعوى التي أقمتها ضد الملحن خالد البكري، على رغم أنني لا أحب الفوز في هذه الطريقة. الانتصار كالفراغ وأشعر أنني حزين. لكنك رفعت دعوى قضائية، فهل كنت تريد خسارتها مثلاً؟ - رفعت الدعوى لأنني متواضع و"آدمي"، بعد أن دخلت المسألة في خانة قلة الاحترام عندما انتظرت ثلاثة أشهر ليردّوا عليّ ويجيبوا على اتصالي. الأغنية بحسب قرار خبراء اللجنة التي نظرت في القضية مأخوذة بنسبة 95 في المئة من موسيقى "نينا - ماريا" التي سجلت حقوقها عامي 1979 و1998 في جمعية المؤلفين الموسيقيين في باريس. هل أردت تعويضاً مالياً في مقابل ذلك؟ - لم أنظر إلى الأمر من هذه الناحية... أن يبقى رأسي مرفوعاً يساوي مليارات الأرض، أردت فقط إبراز حقي، وعليهم اليوم أن يكتبوا اسمي على الفيديو الكليب المصوّر للأغنية، وسحب كل الأشرطة والأسطوانات من الأسواق العربية وتعديل الاسم. قبل أيام أيضاً، بدأ عرض كليب أغنية "بدي عيش" التي ألفتها للفنانة هيفا وهبي. ما تعليقك على الأغنية بعد اكتمال جوانبها كافة؟ - الكليب جميل جداً، وأريد أن أهنئ المخرج سعيد الماروق الذي قال لي "حرضتني عبر كلام الأغنية وموسيقاها على التفكير لإظهار هذه النتيجة". أحببت فكرة الكليب إذ ظهرت هيفا غريبة وجميلة. الأغنية في الحياة مهمة والتسلية أيضاً. أنا لم أدّع أنني قمت بعمل سيمفوني، بل أغنية. وقلت سابقاً إن هيفا ستغني ولم اقل إنها مطربة. أنا اليوم مرتاح أكثر للتعامل مع فنانين يمتلكون صوتاً معقولاً في مقابل أن تكون النتيجة النهائية جميلة. قريباً ستسجل رانيا الكردي أغنية من كلماتك وألحانك، هل تعتقد أن الأغنية ستثير الجدل نفسه الذي أحدثته أغنيتك مع هيفا؟ - لست أدري بعد، لكنني أقول إنه في زمن المسرحيات الرحبانية، كانت الصحف تهاجمنا مع كل عمل جديد، معتبرة أن العمل السابق كان أفضل. هذه الأمور اعتدت عليها ولا تؤثر فيّ. تسلمت لفترة قصيرة منصب عميد "أكاديمية روتانا" الخاصة بالهواة، لماذا انسحبت؟ - اتخذت هذا القرار بعدما أزعجني اتخاذ القرارات داخل الأكاديمية من دون الرجوع إلي أو استشارتي في أي منها. اليوم تقرأ في الإعلانات الموزعة على الطرقات أن الأكاديمية تجعلك نجماً خلال أربعة أشهر، وفي الفن والموسيقى لا يوجد فترة محددة للعلم. أنا درست الموسيقى لمدة 15 عاماً، وهي سنوات تعادل دراسة مهنة الطب مرتين، وما زلت أشعر أنني مبتدئ. هل تجد من المنطقي أن يستقيل أحدهم من مجال مهني ما، وهو ينال أجراً مالياً مرتفعاً؟ - نعم، أنا وحدي أقوم بذلك، لأنني صاحب أخلاق وأؤمن بنظافة التعامل مع الغير. أحارب على أكثر من جبهة لكنني سأنتصر. أين ترى "روتانا أكاديمي" اليوم؟ - لا أعرف عنهم شيئاً، لكنني أتمنى لهم التوفيق. لماذا غضبت عندما قرر لبنان مقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" بسبب مشاركة إسرائيل في المهرجان؟ - ثلاثون عاماً ولبنان يجاهد للدخول في هذه المسابقة، وعندما تحقق الأمر قررت إدارة "تلفزيون لبنان" سحب أغنية "كل شيء تبخر" التي كانت ستغنيها الفنانة الشابة ألين لحود وتدخل معها التاريخ كأول ممثلة للبنان في مسابقة الأغنية الأوروبية، بسبب رفض المحطة بث الأغنية الإسرائيلية في المسابقة. للأسف كان أكثر من بليوني مشاهد سيتعرفون على لبنان في أهم مهرجان موسيقي في العالم، حتى إن إدارة المهرجان اتصلت مستغربة مسألة الانسحاب، وقالوا لنا إن الأغنية التي ألفها جاد الرحباني كانت مرشحة للتنافس على المراتب الثلاث الأولى! سها عن ذاكرتهم أن إسرائيل تشارك في كل مؤتمرات الأطباء والمحامين والمهندسين، وأنها موجودة في كل الأنشطة العالمية. منذ الستينات، وفي كل المهرجانات العالمية التي فزت بها وحتى اليوم كانت إسرائيل تشارك، فما الذي تغيّر؟ هذا عيب، ويجب أن نتخلص من الهرب في كل مرة. أخيراً، كيف ترى برنامج "سوبر ستار" في موسمه الثالث الذي سيبدأ قريباً؟ - هناك أصوات لافتة، أبرزها أصوات الفتيات التونسيات. كما أن التعديلات الجديدة التي تم إدخالها على الفكرة، ستكون لمصلحة البرنامج والمشاهد أيضاً.