حض رئيس الجمهورية اميل لحود اللبنانيين على الاقتراع في الانتخابات المقبلة, وعاهدهم على العمل"يداً بيد لتحقيق التغيير الذي وان كنا نشعر بأنه تعثر فهو لا بد آت في وقت قريب". وقال لحود في كلمة وجهها الى اللبنانيين في الذكرى الخامسة للتحرير:"في خضم التفاعل السياسي الذي يملأ الساحة الوطنية اليوم، لا يجوز لنا أن ننسى عظمة إنجاز التحرير الذي استطعنا أن نحققه، بفعل تضامن اللبنانيين والتفافهم حول جيشهم والمقاومة الوطنية وبدعم من الشقيقة سورية، واصدقاء لبنان في العالم. وبذلك كان لبنان الدولة العربية الوحيدة التي استعادت من إسرائيل جزءاً كبيراً من حقوقها واراضيها، من دون أن تنخرط في سوق التنازلات والمساومات التي لا تعكس رغبة شعبها، وتطلعاته. ولهذا، فإن لبنان لا يزال يتمسك بمشروعية نضاله في صراعه مع إسرائيل، حتى تحقيق ما تبقى من مقومات الوصول إلى سلام عادل ودائم في المنطقة". واكد"إن أبرز ما نتمسك به تحقيقاً لهذا الهدف، هو عودة المعتقلين والاسرى في السجون الإسرائيلية، وتأكيد حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم ورفض توطينهم على أرضنا، وتنفيذ كل القرارات الدولية المتعلقة بهذا الصراع". وقال:"اذا كنا نحتفل اليوم بذكرى التحرير، على رغم الغصة التي تعتمر قلوبنا لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، فان مسيرة التحرير لم تتوقف بعد، وإذا كان مهماً لكل اللبنانيين أن يتحرر ما تبقى من ارضنا في مزارع شبعا، فالمهم أيضاً أن نسعى إلى تحرير الإرادة لانها وحدها تسترجع حرية الأرض وتسترجع كذلك حرية العمل الوطني، والمشاركة الفاعلة والحقيقية والمعبرة في نهضة المجتمع اللبناني. ولعل ما يدفعني إلى هذا الكلام، هو أننا على بعد ايام قليلة من انطلاقة الاستحقاق الانتخابي، الذي أردناه فرصة مهمة ومفصلية، يترجم اللبنانيون من خلالها تصميمهم على التغيير في الذهنيات، والممارسة، والمقاربة الوطنية". وأضاف:"إذا كان تعذر الوصول إلى قانون انتخابي يعكس المساواة، والعدالة، وطموحات الشعب، وذلك على رغم كل الجهود التي بذلناها من أجل ذلك، فإن صوتكم يبقى هو المقياس والفارق. فوجود قانون انتخابي يجمع الجميع على عدم عدالته، وفقدانه التوازن، يجب أن يشكل لكل فرد من افراد هذا المجتمع، حافزاً إضافياً ليقول خياره بوضوح، ويحول صوته إلى قوة تغيير في صناديق الاقتراع. واذا كنا نشعر بأن التغيير تعثر، فهو لا بد آتٍ في وقت قريب. واعاهدكم أن نعمل يداً بيد لتحقيق هذه الرؤية. كما أدعوكم لتضعوا مدماكاً في صرح التغيير بعدم حجب صوتكم في الانتخابات، بحجة أن القطار سيصل بمن فيه، فأنتم شرعية المؤسسات والحكم والسلطة، ولكم كلمتكم التي لا تختزلها مؤسسة أو تخنقها أصوات المصالح. فكما حققت وحدتكم ملحمة تحرير الأرض، فهي قادرة كذلك على فرض التغيير وبناء حكم أفضل". وحيا لحود"شهداء الجيش والمقاومة، وكل من روى بدمه أرض لبنان الطاهرة، فدماؤهم جعلت التحرير ممكناً. والوفاء لهؤلاء يكون بالعمل كي يبقى لبنان واحدا موحداً أرضاً وشعباً ومؤسسات، لأن لبنان لا ينهض إلا بوحدة أبنائه، وبشعور كل فئاته بالعدل والمساواة والحرية". ويحتفل لبنان اليوم بالذكرى الخامسة للتحرير, واقيم في وزارة الدفاع احتفال ترأسه رئيس الاركان اللواء الركن رمزي ابو حمزه ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وتم تلاوة امر اليوم الذي وجهه العماد سليمان الى العسكريين، كما جرى عرض عسكري رمزي للقوى المتمركزة في مبنى القيادة. واقيمت احتفالات عسكرية اخرى في قيادات المناطق العسكرية والقوات البحرية والجوية، والمدارس والمعاهد والالوية، والقطع المستقلة، تضمنت تلاوة امر اليوم وعروضاً عسكرية رمزية. واقامت حركة"امل"احتفالاً في النبطية وتحدث راعي الاحتفال النائب ياسين جابر عن وحدة الجنوب مؤكداً"التمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك، على رغم ما نواجهه من تحديات اسرائيلية". وقال:"الكل يطالب بالتغيير والفرصة مؤاتية له ولبناء لبنان الجديد، والمستقبل يحمل التغيير وبناء لبنان وقراره بيده، لبنان القوي وان لا تكون ارضه مستباحة من العدو الاسرائيلي", داعياً الى الاقبال على الاقتراع. وسجلت مجموعة مواقف في الذكرى, وناشد عميد حزب الكتلة الوطنية كارلوس اده الجميع"العمل على استكمال عملية التحرير، بالسعي الى التحرر من كل القيود التي تعوق بناء الدولة الديموقراطية, عبر إحداث التغيير الحقيقي لبنى الوطن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وظهور قيادات جديدة تعقلن الاداء السياسي وتحمل راية الحداثة عالياً، بما يتماشى مع متطلبات الغد". ودعا الحزب السوري القومي الاجتماعي اللبنانيين الى تذكر"الدعم والاحتضان اللذين قدمتهما سورية للمقاومة"، والى"الوقوف بحزم في مواجهة الحملات الخارجية التي تتحدى إرادة اللبنانيين حينما تطالب بنزع سلاح المقاومة، فهذا السلاح يمثل ضماناً للبنان في وجه التهديدات الصهيونية، ومن حق لبنان ان يمتلك قوة ردع حقيقية ضد من يتربص بسيادته شراً". ودعا حزب البعث العربي الاشتراكي الى الحفاظ على"المكتسبات الوطنية العظيمة التي تحققت عبر مسيرة السلم الاهلي والاستقرار بكل ابعاده السياسية والاجتماعية والوطنية، وكل ذلك بفعل النهج المقاوم الذي اعتمده لبنان عهداً وشعباً ومقاومة وبدعم اساسي من سورية". وشدد على ان"تكون الثوابت الوطنية والقومية هي نصب اعين اللبنانيين عند الذهاب الى صناديق الاقتراع". خرازي في بيروت غداً وهنأت السفارة الايرانيةاللبنانيين بالذكرى وأكدت وقوف ايران"الى جانب شعب لبنان وحكومته في تحقيق حياة حرة وكريمة مقرونة بالأمن والاستقرار للبنانيين ودعم مطالبته الحقة والعادلة في تحرير ما تبقى من الارض اللبنانية وكل الاراضي العربية المحتلة الاخرى واحترام كامل السيادة اللبنانية وعودة جميع الاسرى والمعتقلين اللبنانيين الى اهلهم". ومن المقرر ان يصل غداً الخميس وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى بيروت للقاء المسؤولين.