بين النفي الاسرائيلي والتأكيد الفلسطيني على تحديد موعد للقاء الذي طال تأجيله بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ورئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون، واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي خرقها لتفاهمات"شرم الشيخ"عبر عمليات الدهم والاعتقال ونصب الحواجز العسكرية في قطاع غزة الذي اعادت تقسيمه الى ثلاثة اجزاء، رغم توقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع بناء على اتفاق جرى التوصل اليه بين وزير الداخلية الفلسطيني وفصائل المقاومة. ورغم عطلة السبت الاسبوعية، سارع مكتب شارون الى نفي ما أعلنه الرئيس عباس بعد لقائه الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ أمس، من مصر، من أن السابع من حزيران يونيو المقبل سيكون موعداً للقاء بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية ديفيد بيكر إن شارون"معنيّ بعقد اللقاء إلا انه لم يتم تحديد التاريخ المذكور او اي تاريخ آخر لهذا اللقاء". وكان عباس أكد في تصريحات للصحافيين بعد اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك في منتجع شرم الشيخ المصري ان الهدف من اللقاء مع شارون"المحافظة على الهدنة وبحث سبل تنفيذ تفاهمات شرم الشيخ". وقلل الرئيس الفلسطيني من أهمية التطورات الاخيرة في غزة، مشيراً الى ان الأمور تتجه نحو الهدوء وان الاوضاع تحت السيطرة". وجدد عباس موقف السلطة الفلسطينية من دور حركة المقاومة الاسلامية"حماس"ومشاركتها في صنع القرار الفلسطيني كجزء من النظام السياسي الفلسطيني الذي"لا يستطيع احد ان يمنعها من ان تكون جزءاً من هذا النظام". ورأى مراقبون ان تصريحات عباس"لم ترق"لصناع القرار في تل ابيب الذين اطلقوا في الايام الماضية تحذيرات علنية للسلطة الفلسطينية بضرورة ضرب فصائل المقاومة، خصوصاً حركة"حماس"بقوة. وقال جبريل الرجوب، وهو مستشار أمني يرافق عباس في زيارته لمصر، إن الاجتماع مع شارون"ليس حلم حياة ابي مازن، لكنه لن يعترض على مثل هذا الاجتماع لتمهيد الطريق لاستئناف عملية السلام وتنفيذ خريطة الطريق". ورغم النفي الاسرائيلي لما ورد على لسان الرئيس الفلسطيني، عاد رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات وأكد انه تم الاتفاق مع الجانب الاسرائيلي على عقد لقاء بين شارون وعباس في الثلث الاول من الشهر المقبل. وفي رده على سؤال حول النفي الاسرائيلي لموعد اللقاء، قال عريقات:"قد يكون أو لا يكون في السابع من حزيران... جرى الاتفاق على ان يعقد في الجزء الاول من الشهر المقبل". وكان عريقات التقى دوف فايسغلاس كبير مستشاري شارون قبل يومين. واذا ما عقد اللقاء، فسيكون الثاني من نوعه منذ انتخاب الرئيس الفلسطيني في أوائل كانون الثاني يناير الماضي، وسيعقب زيارة"أبو مازن"الى واشنطن المقررة في السادس والعشرين من الشهر الجاري. وسيكون عباس وشارون في واشنطن في وقت متزامن، إذ توجه شارون الى هناك مساء أمس للمشاركة في اجتماع للجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة ايباك التي تمثل اللوبي اليهودي الواسع النفوذ في الولاياتالمتحدة. واعلنت مصادر ديبلوماسية اميركية في وقت سابق انه لم يتقرر بعد ما اذا كان شارون وعباس سيلتقيان في العاصمة الاميركية على انفراد او بمشاركة الرئيس الاميركي جورج بوش. وفيما تضاربت الأنباء في شأن عقد اللقاء الذي يؤكد الجانب الفلسطيني ان شارون يتهرب منه بانتظار ما ستؤول اليه زيارة الرئيس الفلسطيني الى واشنطن وليواصل تنفيذ خططه على الارض قبيل تنفيذ خطة"فك الارتباط"الاحادية الجانب من دون تطبيق ما اتفق عليه من التزامات اسرائيلية في تفاهمات شرم الشيخ التي مضى عليها اكثر من ثلاثة أشهر، وجه عريقات دعوة الى اعضاء اللجنة الرباعية الدولية"للتدخل الفوري"لمنع انهيار التهدئة". وقال عريقات في تصريحات لاذاعة"صوت فلسطين"ان"الوضع جد خطير ونأمل من الجميع الحفاظ على التهدئة لأن انهيارها لا يصب في مصلحة أي من الاطراف". وأكد عريقات:"اننا بحاجة الى طرف ثالث على الارض بشكل فوري... فهناك فرق بين تصريحات العلاقات العامة التي تتحدث فيها اسرائيل عن"تسهيلات"للفلسطينيين وعما يجري فعلياً على الارض". وأوضح ان اسرائيل تواصل حملات الاعتقال وعمليات الاستيطان والاستيلاء على الارض. وفي سياق متصل، اغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي معبري المنطار وبيت حانون في غزة واغلقت حاجز"ابو هولي"وسط القطاع، واعداً تقسيمه الى ثلاثة اجزاء. وفي الضفة الغربية، دهمت قوات من الجيش الاسرائيلي لليوم الثاني على التوالي مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس ونفذت حملة اعتقالات جديدة كما كان عليه الحال في الخليل وبيت لحم حيث وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين في هذه المدن الى تسعة. واصيب الطفل محمد المحتسب بجروح في الرأس جراء اعتداء المستوطنين اليهود عليه في مدينة الخليل. وبدأ الهدوء يعود الى قطاع غزة بعد ثلاثة ايام من التصعيد العسكري، وذلك في اعقاب اتفاق توصل اليه وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف وممثلو فصائل المقاومة مساء الجمعة لوقف اطلاق الهاون على المستوطنات اليهودية في القطاع.