أعاد عرّاب الملف النووي الإيراني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي حسن روحاني التأكيد على قرار الجمهورية الإسلامية استئناف جزء من نشاطها النووي في منشآت أصفهان المخصصة لإنتاج"الكعكة الصفراء"، في وقت أكد أبرز المفاوضين النووين حسين موسويان أن قرار استئناف بعض النشاطات النووية الحساسة"لا عودة عنه"، على رغم التهديد الأوروبي بإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي. وأكد روحاني أن بلاده لن تتراجع عن هذا القرار، لافتاً إلى أنه"إذا سارت المفاوضات مع القوى الأوروبية بشكل جيد، يمكننا تأجيل ذلك لأسابيع عدة". واستبعد روحاني أن يكون للقرار الإيراني هذا أي تأثير على إمكان الدخول تلقائياً في مرحلة التخصيب المخصصة لإنتاج الوقود النووي، وقال إن المفاوضات مع الجانب الأوروبي لن تقتصر فقط على الجانب النووي بل ستتطرق إلى التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، خصوصاً في الموضوع العراقي. من جهته، قال موسويان إن"قرار إعادة تشغيل مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان لا عودة عنه". وحذر من أن اللقاء الذي يرجح أن يعقد الثلثاء بين وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والمسؤول الإيراني المكلف الملف النووي حسن روحاني"ليس أكيداً بعد". وقال:"حتى يعقد هذا اللقاء، يجب أن يتفق الخبراء مسبقاً على أسس اتفاق مقبول لدى الطرفين". وأشار إلى أن"الوضع ليس كذلك حالياً". ولقاء الثلثاء يفترض أن يسبقه لقاء تحضيري مع المديرين السياسيين لوزارات الخارجية الألمانية والبريطانية والفرنسية والممثلين الإيرانيين. وبينما توقع بعضهم عقد الاجتماع في بروكسيل أو باريس، أفاد وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم بأن الاجتماع بين الثلاثي الأوروبي والجمهورية الإسلامية سيجرى في طهران، لاتخاذ قرار في أثره من الطموحات النووية الإيرانية قبل جلسة لجنة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. رفسنجاني من جهته، عبّر المرشح الإيراني للرئاسة الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني أمس، عن رغبته في إصلاح العلاقات مع الولاياتالمتحدة، على أن تتخذ واشنطن الخطوات الأولى لإنهاء 25 عاماً من العداء. وقال:"على الأميركيين أن يبدأوا بالتدريج في تبني سلوك إيجابي أكثر من القيام بعمل شرير. يجب ألا يتوقعوا رد فعل فورياً في مقابل خطواتهم الإيجابية. سيستغرق الأمر وقتاً". وأشار رفسنجاني إلى أنه لن يتخلى أبداً عن البرنامج النووي لبلاده. وأجرى مقارنة بين تلك الخطوة والتخلي عن أراضٍ إيرانية. وأضاف:"هذا حق مشروع لبلدنا، وخصوصاً عندما يكون وفقاً للقوانين واللوائح الدولية". أما نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمود محمدي، فأكد خلال لقائه أعضاء من لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الألماني في طهران أمس، أن أوروبا لم تتعاط بجدية مع الاقتراح الإيراني الأخير في شأن الملف النووي، مشدداً على أن بناء الثقة من مسؤولية الطرفين. ولفت محمدي إلى أن القانون الذي أقره البرلمان الإيراني أخيراً والقاضي بإلزام الحكومة بوجوب الإفادة السلمية من الطاقة النووية، يعبر عن إرادة الشعب وحقوقه. أوروبا وأميركا الى ذلك، عبرت فرنسا أمس، عن أملها في الا تستأنف ايران نشاطاتها النووية كما يلوح مسؤولون ايرانيون، وذلك قبل اسبوع على اجتماع وزراء خارجية فرنساوبريطانيا وألمانيا مع مستشار الرئيس الايراني محمد روحاني. وفي واشنطن، رأى مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن إيران تمتحن إرادة فرنساوبريطانيا وألمانيا للبقاء في جبهة واحدة مع واشنطن في المفاوضات النووية. واعتبر المسؤول إنه"أمر معقد وصعب سيستغرق بعض الوقت. أعتقد بأن الدول الأوروبية الثلاث تتخذ توجهاً جيداً".