يبدو أن إيران بدأت تعيد النظر في موقفها من النووي, في مؤشر إلى أخذها في الاعتبار التهديدات الأوروبية في حال استئنافها بعض نشاطات تخصيب اليورانيوم. وقال عراب الملف وسكرتير المجلس الاعلى للامن القومي حسن روحاني ان هناك فرصة لايران ربما تمتد لشهر ونصف للعودة الى طاولة المفاوضات مع دول الاتحاد الاوروبي, لتبرير مواقفها والتوصل الى حل لازمة هذا الملف. وكشف روحاني ان كبير المفاوضين الايرانيين سيروس ناصري يجري مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي في سبيل الخروج من هذه الازمة، في حين اشارت مصادر مقربة من الوكالة النووية الايرانية إلى ان ناصري يحمل في جعبته قراراً ايرانياً بوقف التعاون، في حال لم يخفف الاوروبيون من شروطهم على ايران والهادفة إلى حرمانها من التكنولوجيا النووية. وفي هذا الاطار، اكد عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني كاظم جلالي ان المجلس في صدد اقرار قانون يلزم الحكومة الايرانية باستئناف النشاطات النووية في الاطار السلمي وانتاج الوقود النووي في اطار معاهدة الحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل والقوانين الدولية وذلك رداً على عدم التزام الجانب الاوروبي بالتزاماته مما أفشل الجولة الاخيرة للمفاوضات بين الجانبين. لكن المراقبين ينظرون إلى تلك المبادرة من البرلمان الايراني باعتبارها مناورة داخلية قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية المقرر إجراؤها في 17 حزيران يونيو المقبل، لكنها لن تكون ذات تأثير حقيقي على المفاوضات. من جانبه, توقّع الناطق باسم المفاوضين النووين حسين موسويان أمس عقد محادثات مباشرة بين إيران والاتحاد الأوروبي في شأن الملف النووي الإيراني في منتصف الأسبوع المقبل، عقب تهديد طهران باستئناف نشاطاتها النووية الحساسة. وقال موسويان لوكالة مهر الإيرانية للأنباء أن هذا الاجتماع ربما يعقد في أوروبا خلال الأيام العشرة المقبلة. وأكد أن"الطرفين يعدان الأرضية لعقد مثل هذا الاجتماع. وإذا تم ترتيب الإجراءات كلها، ربما يعقد الاجتماع في أوروبا منتصف الأسبوع المقبل".