تقود التنافس في الانتخابات البريطانية ثلاث شخصيات رئيسة هي: توني بلير، رئيس الوزراء الذي يقود حزب العمال الحاكم، ومايكل هاوارد، زعيم حزب المحافظين المعارض الرئيسي، وتشارلز كينيدي زعيم حزب الديموقراطيين الاحرار الذين يشكلون القوة الثالثة في البرلمان. وفي ما يأتي نبذة سريعة عن الشخصيات الثلاث. توني بلير: حلم التغلب على ثاتشر يبلغ بلير الثانية والخمسين من عمره في السادس من ايار مايو المقبل. يحتفظ بمقعد نيابي عن منطقة سيدجفيلد شمال شرقي انكلترا. يترأس الحكومة البريطانية منذ 1997، وعلى رغم ما يقال عن تراجع شعبيته، يبقى الاكثر حظاً بالفوز. ولد في ادنبره اسكوتلندا في عائلة بورجوازية. ودرس المحاماة وتزوج من المحامية الذائعة الصيت تشيري بوث وله منها اربعة اولاد. يثمن العماليون دوره في تعزيز صدقية حزبهم على الصعيد الاقتصادي وإعادته الى الحكم بعد 18 عاماً من المعارضة. ويرى فيه البريطانيون منقذ الخدمات العامة والرجل الذي تمكن من تعزيز التنمية المستدامة ومن تقليص البطالة الى اقصى الحدود. لكنهم يرون فيه ايضاً رجل حرب غير شعبية الى درجة كبيرة، وهي حرب العراق. وساهمت قضية اسلحة الدمار الشامل التي دافع عنها بشراسة والتأكيدات المشكوك فيها عن وجود هذه الاسلحة في العراق على رغم انها لم تظهر قط، في تشويه صورته والنيل من صدقيته. وصفه الوزير العمالي السابق ديفيد كلارك بأنه"طائر نيوليبرالي في محيط اشتراكي ديموقراطي"، فيما يرى خبراء آخرون انه يتحدر مباشرة من خط المحافظة المتشددة مارغريت ثاتشر. ويرى بلير نفسه جسراً بين الولاياتالمتحدة وأوروبا وصنف نفسه افضل حليف اوروبي للرئيس الاميركي جورج بوش بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001، ولو ان ذلك ادى الى خلافه مع الرأي العام البريطاني في شأن العراق. يحلم بتخطي ثاتشر التي بقيت في السلطة 11 عاماً وستة اشهر و26 يوماً بين 1979 و1990. ويتحتم عليه من اجل ذلك ان يبقى في منصبه حتى نهاية تشرين الثاني نوفمبر 2008. هاوارد: غرام من طرف واحد مع ال"بيتلز"و"ليفربول" يعتبر هاوارد 63 عاماً متشدداً، تدرب في مدرسة رئيس الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر. ركز حملته الانتخابية على مواضيع يمينية مثل الهجرة من دون ان يتمكن من قلب توجهات الناخبين في استطلاعات الرأي. هو محامٍ، اشتهر بكونه مجادلاً حاداً وعنيفاً، يستخدم حججاً لافتة ومبتكرة. انتخبه المحافظون على رأس حزبهم عام 1998، بهدف ان يبعث الطمأنينة في الحزب الخارج من هزيمة انتخابية عامي 1997 لكنه لم ينجح في قلب الاوضاع في انتخابات 2001 وظل زعيماً للمعارضة. شارك في حكومات مارغريت ثاتشر وتولى وزارة الداخلية في عهد جون ميجور. ولد في بلاد ويلز في عائلة متواضعة من المهاجرين اليهود الرومانيين، وهو نادراً ما يتحدث عن معاناة عائلته ابان المحرقة حين قضت احدى جداته وعماته في معتقلات الابادة النازية. انتسب الى ما عرف ب"مافيا كامبريدج"التي ضمت طلاباً طموحين وتخرج فيها ابرز المحافظين في الثمانينات والتسعينات. وفي 1975، تزوج هاورد من عارضة الازياء ساندرا بول التي انجبت له ولدين. وهو يعيش حياة عائلية هانئة بعيدة من الاضواء. يهوى موسيقى ال"بيتلز"ونادي"ليفربول"لكرة القدم، غير ان هذه المدينة الساحلية الكبيرة في شمال غربي انكلترا، لا تبادله ولعه، اذ هزم فيها مرتين في الانتخابات، قبل ان يترشح عن فولكستون جنوب شرق وهو نائب عنها منذ 1983. كينيدي:فكاهة كثيرة وكاريزما قليلة يعتبر كينيدي 54 عاماً شخصية غير تقليدية في الحياة السياسية البريطانية وهو يتميز بلكنته الاسكتلندية القوية وشعره الاصهب وسمنته وسلوكه الذي ينم عن حب للحياة. نجح في الإبقاء على حضور دائم على الساحة السياسية في بلد محكوم بأن يقوده حزبان بفعل نظام انتخابي يقوم على دورة واحدة. ولا يملك"لباقة"بلير او هاورد، بل هو اشبه بالمواطن العادي، ويعطي صورة رجل صريح وبسيط ونزيه، لذا كان ابرز المعارضين العلنيين للحرب في العراق. ولد في انفرنيس شرق اسكتلندا وأتم دروسه في جامعة غلاسغو حيث انتسب الى صفوف العماليين قبل ان يتخلى عنهم. وفي 1982، عمل صحافياً في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي قبل ان يغادر الى الولاياتالمتحدة للدراسة بعد حصوله على منحة من جامعة انديانا. سنحت له الفرصة خلال وجوده في الولاياتالمتحدة للترشح عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي لمقعد دائرة روس وكرومارتي وسكاي الاسكتلندية، ففاز بالمقعد عام 1983، ليصبح في الثالثة والعشرين من العمر، اصغر نائب سناً في تلك الفترة. في صيف 1999، خلف بادي اشداون على رأس حزب الديموقراطيين الاحرار الذي تشكل في الثمانينات بعد الاندماج بين الحزب الاشتراكي الديموقراطي والحزب الليبرالي. متزوج منذ 2002 من ساره غورلينغ. وأوقف حملته الانتخابية يومين عند ولادة ابنه البكر دونالد في 21 نيسان ابريل الماضي. وهو يلقب ب"تشارلي شمبانيا"بسبب حماسته وفكاهته، غير ان منتقديه يأخذون عليه افتقاده الكاريزما والهجومية الضروريتين لزعزعة موقع الحكومة خلال جلسات المساءلة الاسبوعية في البرلمان.