دعا الرئيس التايواني تشين شوي - بيان الصين امس، الى فتح حوار معه، في محاولة لاستعادة المبادرة بعد زيارة تاريخية لبكين قام بها زعيم المعارضة التايوانية. وأعلن تشين في مبادرة لا سابق لها، انه سيرسل رسالة الى القادة الصينيين الاسبوع المقبل، من طريق احد قادة المعارضة الذي سيتوجه الى بكين ويلتقي الرئيس هو جنتاو. واختار تشين زعيم حزب"الشعب اولاً"جيمس سونغ لنقل وجهات نظره الى بكين"مباشرة"، لكنه لم يوضح مضمون الرسالة وما اذا كانت ستنقل الى الرئيس الصيني هو جنتاو شخصياً الذي سيلتقيه سونغ قريباً. لكنه اكد ان على الصين بعد ذلك ان توافق على محاورة القادة الحاكمين في تايبه الذين تثير مواقفهم الاستقلالية حذراً كبيراً في بكين. وقال تشين للصحافيين امس، قبل ان يغادر تايبه متوجهاً الى جزر مارشال وكيريباتي وتوفالو التي تعترف بتايوان، ان"المشكلة ليست اي شخصية او حزب سياسي تفضل الصين، بل عليها ان تلتقي زعيم تايوان والحزب الحاكم"المنتخب شعبياً. وأضاف:"طلبت من الرئيس سونغ الذي يعرف جيداً افكاري وموقف الحكومة في القضايا الدقيقة، ان ينقل رسالتنا الى المسؤولين الصينيين مباشرة". وتأتي هذه المبادرة بعدما توجه ليان تشان زعيم الحزب الوطني كومينتانغ اكبر احزاب المعارضة التايوانية الى الصين، في اول زيارة من نوعها منذ انتهاء الحرب الاهلية في 1949، والتقى ليان الرئيس هو جنتاو يوم الجمعة الماضي. وارتدى اللقاء بين هو وليان اللذين يمثلان حزبين تحاربا ولم يوقعا رسمياً اتفاق سلام بعد مرور 65 عاماً على فرار الوطنيين الى تايوان، طابعاً رمزياً. وفي بيان مشترك اعلن ليان وهو تأييدهما لإبقاء الوضع على حاله، ما فسر بأنه موافقة ضمنية من جانب تايوان على عدم اعلان استقلالها وامتناع من الصين عن فرض اعادة التوحيد بالقوة. وكان هدف الاعلان طمأنة تايوان بعد صدور قانون ضد الانفصال في الصين في آذار مارس الماضي، ما يسمح بتدخل عسكري ضد الجزيرة. ورأى مراقبون في لقاء ليان رغبة من جانب بكين في عزل الرئيس تشين الذي يرى فيه الشيوعيون انفصالياً خطيراً، ويفضلون التعامل مع المعارضة التي تؤيد اقامة علاقات ودية. لكن تشين ذكر بأن لا شيء سيتم من دون الحكومة الشرعية في تايوان. وقال ان"هناك بالتأكيد نقاط خلاف بين الاحزاب السياسية، لكن علينا جميعاً ان نضع مصالح البلاد فوق الاشخاص والاحزاب للتوصل الى توافق داخلي". وأضاف ان ذلك"افضل طريق لفتح حوار سياسي وتطبيع العلاقات الثنائية". وامتنعت الصين عن انتقاد هذه الجولة خلافاً لزيارات القادة التايوانيين في 52 بلداً تعترف بالجزيرة. وفي الصين، زار ليان مدينة خيان حيث ولد عام 1936 وعاش في السنوات الاولى من عمره. ويتوجه سونغ الى الصين الخميس، في جولة تقوده الى خيان ونانكين وشنغهاي قبل لقائه مع الرئيس الصيني.