اتفق الحزب القومي المعارض في تايوان كومينتانغ مع الصين على العمل معاً من أجل إنهاء حال العداء القائم منذ 60 عاماً عبر تسهيل استئناف المفاوضات في أسرع وقت، وبالتالي، تجنب صراع عسكري في مضيق تايوان. وجاء ذلك على هامش زيارة زعيم الحزب المعارض لين تشان لبكين، وهي الأولى لمسؤولي هذا الحزب الذي أنهى وصول الشيوعيين إلى السلطة عام 1949 حكمه في الصين، ما أجبر قادته على الفرار إلى تايوان. والتقى لين تشان مع الرئيس الصيني هو جنتاو الذي أكد أن المحادثات الثنائية بعثت حيوية جديدة في العلاقات. لكن الزعيم التايواني المعارض استدرك بأن أي اتفاق مع بكين لا يشكل إلا اقتراحاً موجهاً إلى القيادة التايوانية ممثلة بالرئيس تشين شوي بيان الذي يؤيد الاستقلال الرسمي للجزيرة، التي تعتبرها بكين إقليماً منشقاً. وأمل لين تشان الذي وصف المحادثات بأنها ودية وصريحة، في أن تنتهز تايبه وبكين الفرصة المتاحة لتحقيق مستقبل أفضل. دعوة إلى إصلاح صيني وسبق لقاء لين تشان مع الرئيس الصيني إعلانه، في كلمة ألقاها في جامعة بكين، أن الصين تملك مجالاً واسعاً لإجراء إصلاحات سياسية، وأشار إلى أن الوضع الراهن مع تايبيه يجب الحفاظ عليه. وحض لين تشان الشعب الصيني على جانبي مضيق تايوان على"بناء الثقة من خلال مد جسر التوحيد، ودراسة مصالح البر الرئيسي الصين على المدى الطويل". ودافع الزعيم المعارض عن نفسه في مواجهة النقاد في تايوان الذين وصفوه بأنه خائن واتهموه ب"بيع تايوان"بعدما أجرى الزيارة للصين. ورأى أن هذه الانتقادات تشكل تشويهاً خطراً للحقائق، وتعكس ذهنية عصور العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. وفي وقت أوضح تشين يون لين رئيس مكتب الشؤون التايوانية في الحزب الشيوعي أن المحادثات تهدف إلى خلق آلية للتواصل المستقبلي والتفاعل بين الحزبين، أبدى النائب التايواني شين شين جون الذي ينتمي إلى الحزب التقدمي الديموقراطي الحاكم، خيبته من عدم نقل لين تشان وجهات نظر التايوانيين بالكامل على صعيد تمسكهم بسيادة الجزيرة واستقلالها. وبدوره، أعلن جوزف وو مسؤول العلاقات التايوانية مع الصين أن زيارة لي تشان لم تثمر أي نتائج إيجابية. ويرى محللون أن الاستضافة التاريخية للين تشان تهدف إلى إنجاح الصين مخطط عزل الرئيس التايواني شين شوي بيان الذي يؤيد الاستقلال الرسمي للجزيرة. ودافع وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ أمس أيضاً عن موقف بلاده المتشدد من الرئيس التايواني. وبرر لي تشاو إصدار بكين قانون مكافحة الانفصال في آذار مارس الماضي بوجود تيارات خفية مؤيدة للاستقلال في صفوف الزعماء التايوانيين،"ما يحتم رد القيادة الصينية عليها". وأكد لي تشاو سعي بكين إلى التوصل إلى حل سلمي، على رغم التوترات. واللافت أن الاتحاد الأوروبي رفض التقليل من أهمية زيارة الزعيم المعارض التايواني إلى الصين وتصنيفها باعتبارها مجرد"عرض عضلات"من بكين. وأعلنت إيما إدوين الناطقة باسم مفوضية العلاقات الخارجية ترحيب الاتحاد باللقاء كونه خطوة أولى على طريق الحوار البناء ضمن إطار التفهم المتبادل".