أكد البطريرك الماروني نصر الله صفير أن"الظروف التي نعيشها مقلقة، وهي تخفي الكثير من العثرات"، محذراً من أن"هناك من يريدون أن يثبتوا قولهم عن اللبنانيين بأنه لا يمكنهم أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، وهم في حاجة دائمة إلى وصاية. وليس ما يساعد على دحض هذه المقولة إلا اتفاقنا على معالجة أمورنا بالحكمة والروية، بحيث لا يكون بيننا فئة منتصرة وفئة منكسرة". وأشار صفير خلال عظته الأسبوعية في بكركي أمس، لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة عشرة لتأسيس محطة ال"تيلي لوميار"والذكرى السنوية الحادية والعشرين على تأسيس اذاعة"صوت المحبة"، إلى انه"في ظل القانون الانتخابي الذي فرض علينا في الدورة السابقة، والذي يراد العمل به هذه المرة، ستشعر فئة في العائلة اللبنانية بأنها مغبونة، والولد المغبون في العائلة الكثيرة الأولاد، سيفسد جو العائلة، وهذا ما نأباه ولا نرغب فيه"، سائلاً الله أن"يلهم المسؤولين عن مصير هذا الوطن تجنيبه هذه المحنة القاسية". وبعد العظة، استقبل صفير وفداً من أسرة"صوت المحبة"والمتضررين من انفجار جونية برئاسة الأب فادي تابت الذي ألقى كلمة شكر فيها صفير على التفاتته الأبوية نحوهم، من خلال زيارته مكان الانفجار صباح اليوم التالي، شاكراً لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود تكليفه الهيئة العليا للإغاثة التعويض على المتضررين وإعادة بناء ما تهدم. ورد صفير بأن"الضرر المعنوي يطاول الجميع في هذه الأيام لأنهم يشكون والشكوى محقة، بسبب القانون الانتخابي الظالم الذي لا يساوي بين الناس ولا يمكّنهم من أن يختاروا من يمثلهم خير تمثيل". وأضاف:"الضرر المادي يمكن إصلاحه، ولكن الضرر المعنوي لا ادري إذا ما كان بالإمكان إصلاحه، فالجراح التي يحدثها تبقى خفية في النفوس ويكون لها اثر سيئ جداً لا نتمناه ولا نريده". كما التقى صفير وفداً من رابطة المعوقين برئاسة إبراهيم الضاهر الذي دعا"اللبنانيين وخصوصاً المجلس النيابي إلى تحمل المزيد من المسؤولية وعدم الصمت عن الظلم اللاحق بالدكتور سمير جعجع السجين السياسي الوحيد في لبنان، واطلاق جميع المساجين المعتقلين في السجون السورية"، كما دعا إلى دعم شباب الحرية والتضامن معهم في الاعتصام في ساحة الشهداء حتى تحقيق المطالب. ثم استقبل صفير وفداً من أهالي المتن الشمالي برئاسة المحامي اسعد الخراط، جاء مؤيداً مواقفه وبيان مجلس المطارنة ومطالباً بالإفراج عن جعجع وجميع المعتقلين. واثر اللقاء، قال صفير:"ما تطالبون به هو حق ونحن نادينا به منذ زمن بعيد، أما الأحداث السياسية الراهنة الآن وما يجب أن يواكبها فهذا يعود إليكم انتم، نحن قلنا قولنا وعلى المسؤولين وعلى هذا الشعب أن يقرر ما يريد، ولكن ليس لنا نحن أن نقرر، نحن نعرف موقعنا، وأنا رئيس كنيسة ولست رئيس حزب، فعلى الذين يهتمون بالشؤون السياسية أن يقرروا ما يريدون ونحن نوافق، وأهلاً وسهلاً بكم". وأمام وفد من"القوات اللبنانية"من مخيم الحرية، أمل صفير أن تنقلب خيمة الحرية بيتاً كبيراً اسمه لبنان، و"لكننا كنا قرأنا في بعض الصحف أن هناك خلافاً بين المعتصمين تحت هذه الخيمة وبين الذين يريدون أن يقفلوا هذه الخيمة، ووصيتي إليكم أن تتفاهموا وان يكون رأيكم واحداً، فلا تنقسموا لأنه في الانقسام الضعف وفي جمع الصفوف القوة، كونوا أقوياء ولا تكونوا ضعفاء". بدوره اعتبر الوزير السابق ناجي البستاني، بعد لقائه صفير"أن مشروع القانون الذي كان سبق وتقدم به يؤمن العيش المشترك والانصهار الوطني والمساواة والشعور بالوحدة وليس فقط بالتواجد"، محملاً مسؤولية ما يحصل اليوم"إلى من يقر هذا القانون ويعمل بموجبه والى من أرادوا أن يعطوا البلد الصورة الجديدة التي نشاهدها". كما التقى صفير وفداً من"التكتل الوطني اللبناني"، برئاسة المحامي جان حواط الذي أيد بيان مجلس المطارنة، وقال:"ليس العجب أن يبادر مجلس المطارنة الموارنة إلى طرح رفض اللبنانيين لقانون العام 2000، وهو القانون الذي اجمع جميع اللبنانيين على أنه قانون مزور وظالم ومخالف للطائف وللدستور ولحرية الناس ولقناعاتهم". واضاف:"لما العجب طالما أن رئيس المجلس النيابي بذاته قال بالأمس انه يتحمل الخطأ في الإبقاء على هذا القانون، فلماذا هذه الضجة المفتعلة حول رفض مجلس المطارنة لهذا القانون المرفوض من الجميع".