سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متمردون يتخذون رجال أمن رهائن ويطالبون بوساطة روسية لإطلاق جميع سجنائهم . قتلى وجرحى في اضطرابات شرق أوزبكستان بعد اقتحام "إسلاميين" سجوناً ومقرات حكومية
اندلعت اضطرابات في شرق أوزبكستان أمس، في أعقاب إقدام مجموعة من متمردين يعتقد بأنهم اسلاميون في مدينة أنديجان على اقتحام سجن وتحرير نحو أربعة آلاف من نزلائه الذين سرعان ما تجمعوا في إحدى الساحات العامة مطالبين باستقالة الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف. ودارت مواجهات بين رجال الشرطة والسجناء الفارين الذين نظموا شغباً واسع النطاق بعدما تمكن بعضهم من الاستيلاء على أسلحة من مخازن حكومية، ما أسفر عن سقوط عدد غير معروف من القتلى والجرحى، فيما اتخذ المتمردون عدداً من رجال الأمن رهائن. راجع ص8 وأفادت تقارير أن رجال الأمن فتحوا النار على المشاغبين في محاولة لضبط الوضع في المدينة التي توجه إليها كريموف للاطلاع شخصياً على التدابير الأمنية المتخذة. وجاء ذلك بعدما أفيد أن أعمال شغب طاولت عدداً من الممتلكات العامة والخاصة في المدينة حيث عمت الفوضى وشلت الحركة وأغلقت المدارس والمؤسسات. كما أغلقت الحدود مع قيرغيزستان المجاورة، تحسباً لفرار المشاغبين أو حصولهم على إمدادات. ووقعت أعمال الشغب على خلفية توتر سياسي وعرقي، إذ استهدف مقتحمو السجون تحرير 23 رجل أعمال محليين موقوفين بتهمة تمويل تمرد إسلامي، وذلك قبل صدور أحكام مرتقبة ضد الموقوفين هؤلاء الذين تتهمهم السلطات بتشكيل تنظيم سري منشق عن حزب التحرير يمثل جماعة عرقية محلية تعرف ب"أكروميا". واللافت ان الاضطرابات ترافقت مع حادث في العاصمة طشقند حيث قتل أحد حراس السفارة الاسرائيلية رمياً بالرصاص رجلاً حاول الاقتراب منها، ويعتقد بأنه كان يحمل قنبلة بهدف تنفيذ هجوم انتحاري. ويأتي ذلك في أعقاب تعرض السفارتين الأميركية والإسرائيلية إلى هجمات بالقنابل في تموز يوليو من العام الماضي، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم الحركة الإسلامية في أوزبكستان مسؤوليتها عنها. وفي وقت عجزت قوات الجيش التي انتشرت بكثافة، عن استعادة مقار حكومية عدة احتلها المتمردون في انديجان، دعا أحد قادة التمرد الرئيس فلاديمير بوتين إلى التدخل لدى طشقند لإطلاق رجل الدين المسلم كريم يولداشيف ووقف المحاكمات بحق المتهمين بتمويل التمرد الاسلامي. وفي محاولة رسمية للتعتيم على الوضع، أوقف بث محطات تلفزيونية أجنبية عدة في أوزبكستان أمس، بينها محطتا"سي إن إن"و"إن تي في"الروسية. وقال مراسل وكالة"ريا نوفوستي"في أوزبكستان إن برامج مخصصة للثقافة الأوزبكية حلت محل البرامج الأجنبية. وتقع أنديجان على الحدود التي يسهل التسلل عبرها بين أوزبكستان وقيرغيزستان في منطقة وادي فيرغانا الفقيرة حيث اندلعت اضطرابات أصولية في الماضي. وتعتبر أعمال العنف أمس، الأسوأ في تلك الجمهورية السوفياتية السابقة منذ التفجيرات التي شهدتها طشقند العام الماضي. ويقول دعاة حقوق الإنسان إن المحاكم في أوزبكستان تقع تحت السيطرة المباشرة لقيادة كريموف، الحليف الرئيسي لواشنطن في حربها على الإرهاب والذي سمح للأميركيين بإقامة قاعدة جوية كبيرة قرب الحدود مع أفغانستان.