تطوق قوات الامن الاوزبكية مدينة انديجان التي اصبحت مقطوعة بشكل شبه كامل عن العالم تحاصرها الدبابات والشاحنات العسكرية، بعد ثلاثة ايام من حركة تمرد قمعتها السلطات بعنف. وكان عدد كبير من سكان المدينة الواقعة في وادي فرغانة شرق اوزبكستان يبحثون ليل الاحد الاثنين عن جثث اقرباء لهم في المستشفيات بينما يقوم عسكريون بحراسة المراكز الطبية ويمنعون دخولها وخصوصا للصحافيين الذين طرد عدد منهم من المدينة. وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس الاحد ان 600 شخص على الاقل قتلوا في العمليات العسكرية التي شنتها القوات الحكومية بعد اندلاع العصيان. واوضحت غلبهار توردييفا مسؤول المنظمة غير الحكومية «انيموكور» ان 500 جثة وضعت في احدى مدارس انديجان، ومئة جثة اخرى وضعت في معهد للبناء. ولم تصدر اي معلومات عن الحوادث التي جرت لان السلطات تفرض تعتيما اعلاميا صارما على الوضع. وكانت وكالة فرانس برس تمكنت من احصاء حوالي ستين جثة الجمعة والسبت بينما تحدث شهود عيان وبينهم مسؤول في منظمة الدفاع عن حقوق الانسان «ابيلاتسيا» لكف الله شمس الدينوف انه شاهد 300 جثة على الاقل لرجال ونساء واطفال. وهذا العدد اكبر بثلاث مرات مما ذكره الرئيس اسلام كريموف الذي تحدث عن مقتل ثلاثين شخصا في هذه الاضطرابات. وقال شرطي طلب عدم كشف هويته انه شاهد «عشرات الجثث» في مشرحة. واكد صحافي تمكن من التسلل الى المبنى انه شاهد جثث 32 رجلا عراة وضع بعضها في الباحة، وقد اصيبت بالرصاص في الرأس. واوضح ان «عائلات استعادت حوالي ستين جثة». ودانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الاحد السلطات الاوزبكية بسبب اطلاقها النار على متظاهرين تحت غطاء «الحرب على الارهاب». وقال مسؤول كبير في المنظمة ان التظاهرة «ليست ارهابا بل اشخاص يعبرون عن احتجاجهم على الفقر والقمع». وعبرت المنظمة عن تخوفها من «عمليات انتقامية اوسع». من جهتها دعت منظمة الامن والتعاون في اوروبا القيادة الاوزبكية الى ان «تأخذ في الاعتبار حقوق الاشخاص الذين علقوا في الاضطرابات». وقال ممثل المنظمة في طشقند ميروسلاف ينيا ان المنظمة تقترح «المساعدة للتحقيق في الاسباب العميقة للاضطرابات بهدف التوصل الى حل قابل للاستمرار». وذكرت وسائل الاعلام الروسية أمس أن الشرطة في أوزبكستان اعتقلت نحو 70 شخصا يزعم أنهم نظموا اضطرابات في مدينة أنديجان، وقال وزير الداخلية الاوزبكي زكير الماتوف إن الوضع بالمدينة يعود تدريجيا إلى طبيعته. وأضاف الوزير أن الكثير من المحتجزين من السجناء الذين أطلق سراحهم من أحد السجون في ساعة مبكرة صباح الجمعة الماضي مع آلاف من السجناء الاخرين بينما سلم سجناء فارون آخرون أنفسهم طواعية إلى السلطات. من جانب آخر صرح دبلوماسي في بيشكك صباح أمس ان اطلاق نار سمع ليل الاحد الاثنين في مدينة كاره-سو الحدودية المقسومة بقناة بين اوزبكستان وقرغيزستان وشهدت اعمال عنف السبت. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف هويته «اتلقى معلومات تفيد ان عيارات نارية سمعت في كاره-سو (...) والوضع متوتر جدا هناك». وحاول مئات اللاجئين الاوزبكستانيين السبت الوصول الى قرغيزستان بعد قمع حركة التمرد بعنف في انديجان التي تبعد 65 كيلومترا عن الحدود. واحرق مركز الشرطة ومقر مصلحة الضرائب في الشطر الاوزبكستاني من كاره-سو التي تضم حوالي ثلاثين الف نسمة. وقام لاجئون باحراق سيارة للشرطة والقوا بسيارة ثانية في النهر. إلى ذلك استدعت وزارة الخارجية الاوزبكية أمس السفير البريطاني في طشقند وعبرت له عن امتعاض السلطات الاوزبكية من تصريحات وزير الخارجية البريطاني جاك سترو التي ادان فيها قمع المظاهرات في انديجان واعتبر ذلك انتهاكا لحقوق الانسان في البلاد. ذكر ذلك راديو لندن نقلاً عن مراسله في العاصمة الاوزبكية.