أكدت آخر المعطيات حول الأوضاع في مدينة أنديجان الأوزبيكية (مدينة غير بعيدة عن الحدود القرقيزية والطاجيكية يقطنها قرابة 300 ألف مواطن) أن معارك طاحنة قد وقعت منذ صباح أمس واستطاعت الوحدات الخاصة اقتحام مبنى مدرسة كان بعض المسلحين يتحصنون به واعتقلت عددا منهم في حين أصيب وقتل آخرون. وأوضحت القناة التلفزيوينة الروسية الأولى في حوار هاتفي مباشر من أنديجان أن قوات كبيرة تتقدم باتجاه المدينة وأن عناصر الأمن أغلقوا المداخل وحاصروا المنطقة التي يتواجد فيها المسلحون وأن الرئيس الأوزبيكي إسلام كريموف قد توجه إلى المدينة لمعالجة الوضع ميدانيا. وقد قطعت المحطات التلفزيونية الأوزبيكية برامجها وبثت الأنباء عن آخر تطورات الأوضاع في أنديجان وتقول إذاعة صدى موسكو أن الآف المتظاهرين يحتشدون في مركز المدينة رغم المخاطر ويطالبون باللقاء مع الرئيس كريموف وأن أعدادهم تتزايد ساعة إثر ساعة. وقالت مصادر رسمية في أوزبكستان أن تسعة أشخاص قتلوا وجرح 34 آخرون خلال الصدامات التي وقعت أمس في انديجان. وقالت وكالة الأنباء الأوزبكية ان عدد الأشخاص الذين قتلوا خلال المصادمات لا يقل عن 10 أشخاص غالبيتهم من عناصر الأمن والشرطة. وأوضحت ان وحدات الجيش المعززة بالدبابات انتشرت في بعض شوارع المدينة وأمام المقرات الحكومية فيها مشيرة إلى سماع أصوات الرصاص في مناطق مختلفة من المدينة. وقال مراسل رويترز شامل بيجين ان ثلاث جثث على الأقل شوهدت ملقاة في شوارع انديجان وان النار أضرمت في عدة مبان أمس الجمعة. وقال المراسل «رأيت ثلاث سيارات محترقة على الأقل وبركاً من الدماء على الرصيف والآن اسمع طلقات نار». وتفاوتت المعطيات حول حقيقة الأوضاع ومساراتها في مدينة أنديجان الأوزبيكية والتي شهدت انتفاضة مسلحة كبيرة حيث تقول الأنباء الواردة من المنطقة أن مسلحين (يقدر البعض عددهم بأكثر من مائة مسلح) استطاعوا السيطرة على معظم أرجاء المدينة بعد مواجهات وصدامات مسلحة أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وقد استطاع المسلحون الاستيلاء على موقع عسكري فيه مئات العسكريين الذين لاذوا بالفرار تاركين مواقعهم مما يدل على ضخامة الهجوم وتنظيمه واستولى المهاجمون على كمية كبيرة من الأسلحة وقاموا باقتحام سجن المدينة واستطاعوا قتل عدد من حراسه وفتحوا الأبواب للسجناء الذين يقدر عددهم بين ألفين إلى أربعة آلاف سجين. وأشار التلفزيون الروسي القناة الثانية في نشرة أخباره ظهر أمس إلى أن المعارك ما زالت مستمرة في المدينة حيث يسمع صوت الرشاشات وانفجار القنابل فيما تشاهد الحوامات في سماء المدينة. كما أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر ياكوفينكو أن موسكو تتابع باهتمام مجريات الأحداث في هذه المدينة وتعبر عن قلقها تجاه ما يجري آملة أن يتم تطبيع الأوضاع وتحقيق الاستقرار بأسرع ما يمكن منوها بأن الخارجية لم تتلق أية معلومات عن تعرض الروس للأذى في هذه الأحداث. وتشير بعض الأنباء إلى أن الحوادث اندلعت بداية عبر مظاهرات سلمية احتجاجا على سياسة القمع ضد المواطنين الذين يتهمون بالتشدد..!! وأن مظاهرة كبرى جرت عشية هذه الأحداث مطالبة بمحاكمة عادلة لأكثر من عشرين معتقلا معظمهم من رجال الأعمال متهمين بالانتماء لمنظمات راديكالية (يشار بشكل خاص إلى حزب التحرير الإسلامي الأوزبيكي) وبمحاولة الإطاحة بنظام كريموف. يذكر أن مظاهرة احتجاجية على الأوضاع الحياتية والقمع الذي تستخدمه الأجهزة الأمنية قد جرت قرب السفارة الأمريكية في العاصمة طشقند قبل أيام أسفرت عن اعتقال أكثر من مائة متظاهر كانوا يطالبون واشنطن بعدم دعم القيادة الأوزبيكية وحاول المتظاهرون لفت الأنظار إلى وجود أكثر من ستة آلاف معتقل في السجون بتهم سياسية مختلفة حسب الشعارات التي رفت في هذه التظاهرة. وكانت واشنطن قد حذرت رعاياها قبل أيام من احتمال تعرض منشآتها ومصالحها لهجوم من قبل المتطرفين وطالبت الرعايا الأمريكيين الذين يعملون في أوزبكستان بالتحلي باليقظة والحذر. إلى ذلك، أفادت وكالة أنباء فرغانة الأوزبكية في موقعها على الإنترنت بأن المتظاهرين في مدينة انديجان طالبوا باستقالة الرئيس إسلام كريموف والحكومة الأوزبكية. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن الوكالة الأوزبكية ان عدداً من السكان المحليين أعلنوا أنهم خرجوا إلى الشوارع للحصول على فرص العمل ومن أجل الديمقراطية وليس لدعم من أسمتهم بالمتطرفين. من جهة أخرى، أعلن هنا أن الشرطة الأوزبكية قتلت مسلحاً حاول شن هجوم انتحاري على مقر السفارة الإسرائيلية في طشقند. ولم تذكر مصادر الشرطة بعد مزيداً من التفاصيل حول الحادث.