يمثل زعيم حزب"الاحترام"البريطاني النائب جورج غالاوي الثلثاء المقبل امام لجنة تحقيق اميركية اتهمته بالاستفادة من برنامج"النفط مقابل الغذاء"في عهد الرئيس السابق صدام حسين. وكانت اللجنة اعلنت في تقرير ان غالاوي حصل على كوبونات لعشرين مليون برميل من النفط العراقي. في الوقت نفسه اتهم وزير الداخلية الفرنسي السابق شارل باسكوا اللجنة بمحاولة تشويه سمعة الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وحض رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي على بدء تحقيق منفصل في المزاعم ضده وضد مواطنين فرنسيين آخرين وشركات فرنسية رائدة. وقال المتحدث باسم غالاوي"اذا حصلنا على تأشيرات الدخول ومقاعد في رحلات سنواجه لجنة جو ماكارثي"، مشبهاً بذلك اللجنة الفرعية التي اتهمته مع وزير الداخلية الفرنسي الاسبق بتلقي رشاوى، باللجنة التي تولت محاكمة الشيوعيين في الولاياتالمتحدة خلال الحرب الباردة. وكانت اللجنة الفرعية الاميركية دعت النائب عن شرق لندن المنشق عن حزب العمال، الى جلسة تحمل عنوان"النفط مقابل النفوذ: كيف استخدم صدام حسين النفط لمكافأة سياسيين وكيانات ارهابية بفضل برنامج الاممالمتحدة النفط مقابل الغذاء". وكان السناتور نورم كولمان ادعى ان اللجنة دعت غالاوي للاستماع الى افادته، من خلال اتصالين بالسفارة البريطانية والخارجية الاميركية، لكن السفارة البريطانية في واشنطن ذكرت ان"اللجنة ابلغتها فقط بقرب صدور التقرير". واعلن كولمان ان الجلسة مع غالاوي ستُنقل حية عبر محطات التلفزة الاميركية والاجنبية الراغبة بنقلها حية. وقال باسكوا ان توريطه في فضيحة برنامج النفط مقابل الغذاء هو"محاولة لاضعاف الثقة بالرئيس جاك شيراك الذي عارض بشدة الحرب على العراق". وكان التقرير اتهم باسكوا، الذي كان مقرباً من شيراك ووزيراً سابقاً للداخلية في حكومة محافظة، بانه تسلم حصة 11 مليون برميل من النفط بموافقة شخصية من الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وكان برنامج النفط مقابل الغذاء يسمح للعراق ببيع امدادات نفط محدودة لشراء السلع الاساسية والتفاوض في عقوده الا ان البرنامج شابته مزاعم احتيال على نطاق واسع واتهامات بان صدام حسين استخدمه لشراء النفوذ في الغرب. ونفى باسكوا الذي يتمتع بحصانة من اتخاذ اجراءات قضائية ضده باعتباره عضواً في مجلس الشيوخ الفرنسي مجدداً أي صلة له بالعراق في ظل حكم صدام وقال انه"حض رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي على بدء تحقيق منفصل في المزاعم ضده وضد مواطنين فرنسيين آخرين وشركات فرنسية رائدة". وردا على سؤال لتلفزيون"ال. سي. اي"في شأن ما ا ذا كان مستهدفاً في محاولة لاضعاف الثقة في شيراك قال باسكوا"ذلك واضح بالنسبة إليّ". واضاف:"ربما يكون الذين يفكرون في انهم يمكنهم ضرب شيراك من خلالي غير مدركين ايضاً ان طبيعة علاقتنا تغيرت على الاقل من الناحية السياسية". وكان باسكوا اختلف مع شيراك منتصف التسعينات في شأن السياسة الاوروبية. وقال:"اذا كانوا يعتقدون انني ربما اثرت في سياسة فرنسا فانهم مخطئون". واضاف:"انا قادر عن الدفاع عن نفسي وليست هذه مشكلة... المشكلة هي الحملة الجارية التي تستهدف عدداً معيناً من الشركات الفرنسية الكبرى والمصالح الفرنسية". وشدد على انه"في الولاياتالمتحدة يوجد هوس حقيقي... هذا الهوس هو قولهم انه اذا كانت فرنسا معادية للتدخل الاميركي في العراق فان ذلك بسبب مصالحها الاقتصادية او العلاقات المميزة التي كانت بينها وبين صدام حسين". واشار باسكوا الى ان هناك سباقاً بين ثلاثة تحقيقات منفصلة يجريها مجلس الشيوخ الاميركي والاممالمتحدة ومكتب التحقيقات الفيديرالي لالقاء الضوء على المزاعم التي ظهرت للمرة الاولى بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في آذار مارس 2003.