سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النائب العمالي ينفي ويستعد لمقاضاة "الدايلي تلغراف"... ولا يستبعد تورط حزبه ضده . حملة صحف اليمين على جورج غالاوي تستعين ب "وثائق من الخارجية العراقية"
اعتبر نائب حزب العمال البريطاني جورج غالاوي، في حوار هاتفي من البرتغال مع "الحياة"، أن الاتهامات التي تعرض لها في صحيفة "الدايلي تلغراف" بتلقي 376 ألف جنيه إسترليني كل عام من نظام صدام حسين "كاذبة وملفقة" وأنه بهذا "يدفع ثمن مواقفه المناصرة للعرب منذ أكثر من 30 عاماً"، واضاف: "إنهم يريدون النيل مني". وكانت الصحيفة اليمينية خصصت صفحتها الاولى كلها وعدداً آخر من الصفحات الداخلية لحملتها على غالاوي، ونشرت تحقيقاً إدعى فيه مراسلها في بغداد ديفيد بلير أنه "عثر" هو ومترجمه العراقي في وزارة الخارجية العراقية على أوراق في ملفات، وبينها مذكرة سرية أرسلها رئيس الاستخبارات العراقية إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين يفيده فيها أن غالاوي طلب من "عميل سري" حصة أكبر من صادرات العراق ضمن برنامج "النفط مقابل الغذاء". وإدعت الصحيفة أن غالاوي "كان يحصل على حصة من عائدات النفط ثمناً لمواقفه المعارضة للحرب على العراق، وأوحت بأنه كان يقيم علاقات مع الاستخبارات العراقية خلف الكواليس حملة خيرية قادها لانقاذ مريم الفتاة المصابة بمرض يعتقد بأنه من انعكاسات الحصار الدولي الذي فرض على العراق. وليست هذه المرة الاولى التي تتعرض فيها "الديلي تلغراف" لهذا النائب العمالي، وكانت "التايمز" سبقتها باتهامات مشابهة قبل نحو اسبوعين إلا انها لم تستند الى "وثائق" وجدها مبعوثها الى بغداد. كذلك هاجمته جريدة "الصن" الشعبية اليمينية مركزة على مواقفه المناهضة للحرب، كما أنه معرض أيضاً للمحاسبة من جانب حزب العمال بسبب تصريحات ادلى بها إلى قناة "أبو ظبي" الفضائية وهاجم فيها القوات المسلحة البريطانية ودورها، وهذه المحاسبة قد تقود إلى طرده من الحزب. وفي حواره مع "الحياة" قال غالاوي أنه لم يطلب أو يتلقّ أية أموال من العراق ثمناً لحملته المعادية للعقوبات والحرب، مضيفاً أنه لم يلتق أي مسؤول عراقي استخباراتي، وهو لم يكن بحاجة إلى ذلك، خصوصاً أن لقاءاته شملت كبار المسؤولين ومن بينهم الرئيس العراقي السابق، ووزير الخارجية السابق طارق عزيز وغيرهم. وأشار إلى علاقته الوطيدة بالقضية الفلسطينية، ومنذ أكثر من 30 عاماً، اذ كان دوماً مدافعاً عن المواقف الفلسطينية وقبل أن يتعرف الى زوجته الفلسطينية الدكتورة أمينة أبو زيد، مؤكداً أن عدالة القضية هي ما دفعه إلى تبنيها. وأكد غالاوي أنه اتصل بفريق من المحامين للدفاع عنه بعد تلقيه النبأ من خلال اتصال هاتفي اجرته الصحيفة معه بعد ظهر الاثنين، واشار الى أن "هذه الاتهامات الشريرة لا تأخذ في الاعتبار، أن بيع النفط في العراق أيام صدام حسين كان يخضع لرقابة الأممالمتحدة لبرنامج "النفط مقابل الغذاء"، وأن الذين يبيعون هذا النفط يحصلون على ثمنه من الأممالمتحدة، ومن هنا فإنه لن يكون من الصعب التحقق من كذب هذه الادعاءات. وأوضح غالاوي أن فواز عبد الله زريقات هو بالفعل رئيس حملة "إغاثة مريم" الطفلة العراقية المصابة بالسرطان والتي جاء بها غالاوي من العراق لتلقي العلاج في بريطانيا. وأتهم الصحيفة بأنها "تهتم بأخبار وتحقيقات غريبة حول التجسس، اذ نشرت قبل أسابيع موضوعاً يتهم الحكومة الروسية بالتجسس على رئيس الوزراء البريطاني توني بليبر لحساب صدام حسين، وبعد أسبوع نشرت أخباراً عن علاقة فرنسية مزعومة مع العراق استندت فيها ايضاً الى وثائق استخباراتية". ونفى غالاوي أن يكون تلقى أي اتصال من أركان حزب العمال بشأن هذه الاتهامات مؤكداً "أنها جزء لا يتجزأ من زعزعة موقعه النيابي ومكانته الشعبية"، مشيراً الى أن حكومة رئيس الوزراء توني بلير كانت وراء نشر ادعاءات ضده في جريدة "الصن" قبل أسابيع قليلة، مستبعداً "أن يتعرض لأي ضغوط حزبية بعد اليوم لأن القضية أصبحت بين يديّ القضاء البريطاني". ويوشك غالاوي على الانتهاء من كتاب عن نصرته للقضايا العربية بدءاً من زيارته مخيمي صبرا وشاتيلا بعد المجزرة وانتهاء بمواقفه المناهضة للمقاطعة الاقتصادية للعراق ومن ثمّ للحرب على العراق.