يخطئ المدربون والمهاجمون والمدافعون وحراس المرمى في عالم كرة القدم وتمر أخطاؤهم في هدوء ويغفر لهم الجمهور كل شيء في المباراة التالية، ولا يقبل أحد أن يخطئ الحكم وتظل اخطاؤه في ذاكرة الجميع، ويحمله الخاسر باستمرار المسؤولية وراء هزيمته أو ضياع بطولته، ولا فارق بين حكم عالمي شهير وبين آخر صغير في دائرة النقد، والأيام الأخيرة شهدت نقداً حاداً لأربعة من أبرز حكام العالم، وهم يحتلون المراكز الأربعة الأولى في ترتيب أحسن الحكام في عام 2004، الالماني ماركوس ميرك والايطالي بيير لويغي كولينا والسويدي اندريس فريسك والسلوفاكي لوبوس ميشيل. وصب أنصار ميلان الايطالي غضبهم الشديد على كولينا بعد خسارتهم في ملعبهم سان سيرو أمام منافسهم على اللقب يوفنتوس صفر 1-. وخرج رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني باتهام شديد أمام الرأي العام لكولينا بأنه تجاوز احتساب ركلة جزاء مؤكدة ضد المدافع زامبورتا الذي أمسك بفانلة المهاجم انزاغي ومنعه من التسجيل داخل منطقة الجزاء، وقدم بيرلسكوني دليله بالصورة الدامغة وتسجيل المباراة، واضاف أنصار ميلان أن الحكام اعتادوا تقديم الهدايا ليوفنتوس في الدوري. كولينا آثر الصمت ولم يرد على الاتهامات ولكن السلوفاكي لوبوس ميشيل لم يحذ حذو كولينا وتكلم للصحافة رداً على اتهامات البرتغالي خوسيه مورينهو، وكان المدير الفني لتشيلسي الانكليزي اتهم مساعد الحكم السلوفاكي باحتساب هدف غير صحيح لمصلحة ليفربول الانكليزي في اياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا وخرج به فريقه من البطولة، واضاف مورينهو: المساعد هو الذي احرز الهدف لأن الكرة لم تعبر بكاملها خط المرمى. ميشيل رد قائلاً: المساعد كان يقظاً جداً وأشار إلي بحدوث ركلة جزاء ضد الحارس التشيخي بيتر تشيخ لمصلحة المهاجم ميلان باروش، وأشرت إليه بمتابعة اللعبة لمعرفة نتيجتها وأسفرت عن هدف"، ووفقاً لقاعدة اعطاء الفرصة كان الهدف هو القرار، ولو لم تعبر الكرة خط المرمى لاحتسبت ركلة جزاء لمصلحة ليفربول مع طرد الحارس تشيخ بعد 3 دقائق فقط من بداية المباراة، وكان ممكناً أن يحرز ليفربول هدفاً من ركلة الجزاء ويكمل تشيلسي المباراة بعشرة لاعبين، وأعتقد أن مورينيهو وفريقه محظوظان بدخول الكرة واحتساب الهدف. واضاف ميشيل:"الغريب ان مورينهو حضر بعد المباراة وقدم لنا الشكر ولم يعترض على أي قرار، والاسابيع الماضية شهدت اعتراضاً عنيفاً من لاعبي وجماهير انتر ميلان الايطالي ضد الالماني ميرك بعد إلغاء هدف لكامبياسو في مرمى ميلان في سان سيرو في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ولم تكتمل المباراة بسبب الشغب، واضطر السويدي فريسك للاعتزال النهائي بعد تلقيه تهديدات بالقتل له وأسرته في أعقاب هزيمة تشلسي ذهاباً في دوري الابطال أمام برشلونة الاسباني واتهام مورينيهو له بالحديث مع مدرب برشلونة.