بعد أن أنهى دورته الرابعة العام الماضي تحت شعار"نحو أصوات أردنية شابة"، يبدو أن مهرجان الأغنية الأردنية ما زال يبحث عن تلك الحناجر الخفية، وها هو يطلق في 12 من الشهر الجاري نسخته الخامسة... تحت الشعار عينه. وتقدم 177 مشاركاً من مختلف مناطق المملكة للغناء في هذه الدورة وخاضوا تصفيات أولية تأهل منها أفضل 55، تمت مقابلتهم للاستماع إلى غنائهم مباشرة أمام لجنة متخصصة، اختارت بعدها أفضل 12 مشاركاً سيكونون عماد المسابقة الجديدة للتنافس على"جوائز الملك عبدالله للإبداع الموسيقي". وتقرر استحداث"جائزة الاتصالات الأردنية"لتصويت الجمهور وقدرها 500 دينار نحو 700 دولار، تضاف إلى جائزة المهرجان الأساسية، وهي سبعة آلاف دينار نحو عشرة آلاف دولار، إضافة إلى تأمين مبلغ مالي لإنجاز ألبوم غنائي للفائز الأول بعد الاتفاق مع ملحنين وشعراء وموزعين محليين وعرب وتسجيله في استوديوات محترفة كي يصار إلى توزيعه لاحقاً على عدد من شركات الإنتاج للتعريف بالفنان ومساعدته على شقّ طريقه الفني، إضافة إلى حملة إعلامية. ضيف شرف دورة هذا العام هو الفنان الكبير وديع الصافي الذي سيغني في الحفلة الختامية التي تقام في 14 الشهر الجاري، وكانت الفنانة التونسية لطيفة حلت ضيفة شرف النسخة الأخيرة كعضو في في لجنة التحكيم لكنها لم تغن. لكن الإضافة الأساسية التي يعتمد عليها مهرجان هذا العام ليست إحياء ضيف الشرف أمسية غنائية إلى جانب المشاركين، وإنما إضافة حفلة غنائية للفائز بالجائزة الأولى في النسخة الأخيرة من المهرجان، وهي الفنانة غادة عباسي التي ستقدم أغاني ألبومها الجديد الذي أنتجته من المبلغ الذي خصص لذلك عقب فوزها بجائزة العام الماضي. وكانت عباسي تعاونت في الألبوم مع عدد من الملحنين والشعراء أبرزهم الفنان اللبناني أحمد قعبور الذي كان ضمن لجنة التحكيم في دورة العام الماضي. وانطلق المهرجان عام 2001 بمبادرة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وترأس الملكة رانيا العبدالله اللجنة الوطنية العليا للمهرجان، في دعم واضح للمواهب الأردنية الشابة في مجال الغناء. وكان المهرجان في دورته الماضية سمح للمشاركين بأداء أغان أردنية فقط، لكنه عدل عن هذا الشرط في النسخة الأخيرة، ما جعل المشاركين يعتمدون على أغان عربية شهيرة. لكن ما يميز هذه الدورة، إضافة إلى تكرار شعار المهرجان الذي بات سمة مميزة له، هو تكرار بعض أسماء المشاركين، مثل أحمد درايسة وصالح كراسنة ومعزوز السيلاوي الذين شاركوا في مهرجان العام الماضي. وتأتي نسخة المهرجان الخامسة بعد قليل من رحيل المطرب الأردني الشاب محمود حمادة الذي توفي أخيراً عقب سقوطه من الطابق الرابع لبناية قيد الإنشاء، وهو كان شارك في النسخة الماضية للمهرجان لكنه لم يحصل على جائزة فيه.