يفرز الدماغ الاجتماعي صورة سريعة عن المواقف الأولية والتصورات السريعة، ومن ثم يلتصق في الذاكرة عند كثير من الناس تلك الصور وتصبح أحكاماً نهائية وقناعات متأصلة. لهذا نلمس بوضوح نتائج عكسية في السلوك الاجتماعي ينطوي تحته تحديد المفهوم... والالتزام بوجهة واحدة... والتقيد بمنهج يرسم فكر أشخاص يمارسون سلطوية الموقف... وقرار اللحظة... مما يجعل ذلك العقل المتلقي عبارة عن فتيل ملتهب... وشرارة متقدة بمجرد ما يصل إليها ما يثيرها، مما يحدد نتيجة واحدة هو انفجار وإحراق ما أمامها... ويتردد: أن لا حوار ولا استماع ولا انصات!! ولعلي من الذين يؤمنون بقاعدة تعرف قبل أن تتصرف إلا أن الواقع الحياتي يؤكد وبنسبة كبيرة جداً أننا عاطفوين جداً إن أحببنا وإن لم نحب... اقفزوا معي إلى ذاكرة مضت حينما تحدثوا عن خلل في مناهجنا وأننا لا ندرس الحوار ولا نقبل الآخر، وتأكدوا جيداً ماذا كتب الكثير؟ وتحدث الكثير؟ فتحدث من يعرف ومن لا يعرف عن التربية والتعليم... وانتقد من انتقد عن رجالات التربية والتعليم... فأصبح الكثير ينصب نفسه أستاذاً تربوياً ومن حقه أن يتحدث عن المناهج الدراسية. إن أكبر مشكلة نعيشها سرعة الأحكام والقرارات والمواقف... إننا مجتمع في حاجة إلى أن نكتسب واقعية ورؤية الآخر بصورة تتناسب مع جملة من الجوانب ودراسة أكثر دقة في الحكم على الأشياء. ... وتعرف قبل أن تتصرف!! عبدالله سليمان السحيمي [email protected]