حذر رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد من"مؤشرات سلبية تمس الوحدة الوطنية"، ظهرت خلال استجواب مجلس الأمة البرلمان وزير الصحة محمد الجارالله الاثنين الماضي. وقال الشيخ صباح في بيان رسمي بثه التلفزيون الكويتي أمس، إنه غير مرتاح الى الأسلوب الذي أحاط بطلب طرح الثقة بالوزير، فيما فسرت أوساط سياسية البيان بأنه تمهيد لحل المجلس. وكان عشرة نواب، خمسة منهم من الشيعة وأربعة من قبيلة العوازم، وقعوا طلب طرح الثقة، وهو ما فسرته الجهات الكويتية المعنية بأنه احتجاج من الطائفة ومن القبيلة على خلو التشكيل الوزاري الحالي من وزير من كل من الطرفين. وأثارت هذه الخطوة مخاوف في الشارع الكويتي من طغيان الطائفية والقبلية على العمل البرلماني. وجاء في بيان الشيخ صباح:"في الوقت الذي نؤكد فيه ان الاستجواب هو استحقاق ديموقراطي كفله الدستور للسادة النواب، يهدف الى تحقيق المصلحة العامة التي ننشدها جميعاً، نعبر عن عدم الارتياح الى الاسلوب الذي تم فيه التعبير عن طلب طرح الثقة لما يمثله هذا الاسلوب من ابتعاد عما نهجنا عليه في ممارستنا الديموقراطية، واضرار بمسيرة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، كما أنه يعكس مؤشرات سلبية تمس وحدتنا الوطنية". وتابع:"نتطلع الى تجسيد حرصنا جميعاً على ممارسة حقوقنا الدستورية، بعيداً عن تلك الممارسات السلبية، لنرقى بتعاوننا الى ما يحقق المصلحة العليا لوطننا العزيز". وأعلن الوزير الجارالله أول من أمس تقديمه استقالته، بسبب ما اعتبره طغيان الفئوية على جلسة استجوابه، لكن هذه الاستقالة لم تبت حتى أمس. وأثار موقف الشيعة والعوازم استياء الساحة السياسية. وكتب عدد من اصحاب الزوايا في الصحف، معبرين عن قلقهم، ومطالبين الحكومة بموقف حازم تجاه ذلك، فيما نشر مواطنون بيانات مدفوعة الثمن في الصفحات الأولى في بعض الصحف، رفضوا فيها"ارتهان مصلحة الوطن لفئة أو طائفة أو قبيلة"، مطالبين بتعديل الدوائر الانتخابية الى نحو لا يجعل الاقتراع طائفياً أو قبلياً.