احيى الشيعة العراقيون أمس، ذكرى عاشوراء في أنحاء البلاد وسط هجمات دموية أودت بحياة 20 شخصاً وجرحت 80 آخرين. وفي وقت توجه مئات الآلاف من العراقيين الى المراقد الشيعية في كربلاء والنجف، قُتل 17 شخصاً وجرح 41 آخرون اثر انفجار حافلة في منطقة شيعية في بغداد. وأوضحت الشرطة أن الحافلة فُجرت قرب حاجز منع السيارات من الاقتراب من مرقد شيعي في منطقة الخادمية في بغداد. وفي بغداد أيضاً، أودت عملية انتحارية استهدفت خيمة عزاء، نصبتها عائلة سنية فقدت أحد أفرادها، بحياة أربعة عراقيين وجرحت 37 آخرين. وأفاد محمد خليل ابراهيم أحد أقارب القتلى ب"أن شخصاً أسود اللون وصل على دراجة هوائية ودخل الخيمة قبل أن يفجر نفسه". وذكر مراسل"فرانس برس"أن الخيمة، التي نصبت قبالة مسجد فتاح باشا السني، انفجرت وتطايرت الكراسي حولها وتمزقت، وبقي مقود الدراجة معلقاً بكيبلات الكهرباء التي تمر فوق الخيمة، مشيراً الى أن الجيش العراقي انتشر في مكان العملية. وفي الوقت ذاته، أعلنت الشرطة أن ستة أشخاص جرحوا في سقوط قذائف هاون قرب مسجد في حي الأعظمية السني في شمال بغداد. وأوضح مصدر في الشرطة أن"ستة أشخاص جرحوا في سقوط قذائف قرب مسجد النداء المجاور لتقاطع الأعظمية"، وهو مفترق طرق في الحي السني الكبير في بغداد. وفي بعقوبة، قُتل عنصران من الحرس الوطني وجرح ثلاثة آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة. وأوضح مصدر في الحرس أن"سيارة من نوع كابريس يقودها انتحاري انفجرت في وقت مبكر عند الحاجز الامامي للمقر الرئيسي للحرس الوطني في المدينة". وأفاد مصدر في مستشفى المدينة حيث نُقل المصابون لتلقي العلاج أن"مدنيين جرحا جراء الانفجار"، و"أن أحد المصابين توفي متأثراً بجروحه فيما أسعف المصاب الآخر". الى ذلك، أعلن بيان، تعذر التأكد من صحته، تبني جماعة الاسلامي الأردني"أبو مصعب الزرقاوي"الهجوم الانتحاري في بعقوبة. وادعى"تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، في بيان نشر على موقع اسلامي على الانترنت،"صباح اليوم السبت ... انطلق ليث من ليوث كتيبة الاستشهاديين التابعة لتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وقام بهجوم بطولي على نقطة للحرس الوثني الوطني في منطقة بعقوبة في ديالى ... وأصاب منهم مقتلة عظيمة وأثخن في العدو الجراح". وفي غضون ذلك، أكد مسؤول أمني أن أربعة مدنيين قتلوا في اشتباكات دارت اول من امس بين قوات أميركية ومسلحين في منطقة تعرف باسم"مثلث الموت"جنوببغداد. وأضاف المسؤول أن الاشتباكات وقعت في بلدة حسوة بعدما هاجم مسلحون قاعدة أميركية. وأفادت مصادر أمنية أن شرطيين ومدنيين اثنين قتلوا في هجمات في منطقة سامراء. وأوضح الضابط في الشرطة حميد حامد أن"عنصرين من الشرطة قتلا في انفجار قنبلة يدوية الصنع في منطقة اسحاقي جنوب سامراء"، مشيراً الى مقتل مدنيين وجرح خمسة آخرين بينهم امرأة ومواطن مصري في قصف مدفعي. وفي منطقة بلد شمال، عثرت الشرطة خلال الليل على جثث خمسة جنود قتلوا بالرصاص. وأوضح النقيب في الجيش أسد سداد:"عثر على الجثث موثقة الأيدي في منطقة معروفة باسم الفرحاتية"، مضيفاً أنهم خطفوا أخيراً في منطقة يسيطر عليها المتمردون. كما عثرت الشرطة على جثتي جنديين عراقيين قتلا بالرصاص في الموصل شمال. وفي بيجي شمال، أعلنت الشرطة أن عاملين قتلا اثر سقوط قذائف على مصفاة نفط. وفي كركوك، قتل شخص وجرح حوالي سبعة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكب عزاء دينياً في حي المصلى في كركوك حيث أحيا مئات الشيعة من العرب والأكراد الفيليين والتركمان مراسم ذكرى عاشوراء. وقال شهود ل"الحياة"إن"العبوة كانت تستهدف موكباً حسينياً وانفجرت قبل موعدها". وأعلنت الشرطة أن رجل دين كردياً ينتمي الى"الحزب الديموقراطي الكردستاني"اغتيل في سيارته. وأوضح اللواء شيركو شاكر حكيم قائد شرطة محافظة التأميم وكركوك كبرى مدنها، أن"الشيخ ملا محمد رستم كاكا رئيس اللجنة الكردية لهيئة علماء الدين سنية قتل برصاص أطلقه مجهولون على سيارته شرق كركوك"، مشيراً الى أن أحد حراس الضحية 58 عاماً جرح في الهجوم. وحمل المسؤول في"الحزب الديموقراطي الكردستاني"نجاة حسن كريم"قوات الأمن والادارة في كركوك"مسؤولية الاغتيال، لافتاً الى أن الشيخ ملا"ناضل من أجل الهوية الكردية والطابع الكردي لكركوك".