رحب حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض بنقل السلطات السودانية زعيمه الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ 13 شهراً من سجن كوبر، شمال الخرطوم، الى منزل حكومي في ضاحية كافوري في شرقها ووضعه قيد الاقامة الجبرية. ووصفه بأنه خطوة ايجابية، مطالباً بالافراج عنه و70 من المعتقلين من انصاره ورفع الحظر عن نشاط الحزب. وجاء اطلاق الترابي في وقت وصف مسؤولون أميركيون السودان بأنه حليف استراتيجي للولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب، وأقر وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل بأن الاستخبارات السودانية عملت بالفعل كآذان وعيون لنظيرتها الاميركية في دول مجاورة، بينها الصومال. ونقلت السلطات ليل الخميس - الجمعة الترابي 72 عاماً من سجن كوبر في الخرطوم بحري، ثالث مدن العاصمة، الى منزل حكومي في ضاحية كافوري التي يسكن فيها بعض كبار المسؤولين والديبلوماسيين الأجانب، ووضعته قيد الإقامة الجبرية مثلما فعلت في وقت سابق بعد اعتقاله للمرة الأولى في شباط فبراير العام 2001 عقب توقيع حزبه اتفاقاً مع"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وسمحت لأسرته بزيارته. ويمكن لزوجته وصال المهدي الإقامة معه. وقال أحد أفراد الاسرة ل"الحياة"انهم وجدوه في صحة جيدة ومعنوياته عالية، وابلغهم انه يقضي معظم وقته في تفسير القرآن الكريم، إذ يعد لإصدار المجلد الثالث من التفسير بعد طباعة مجلدين في وقت سابق. وذكر ان المنزل الحكومي الذي قضى فيه نحو عامين قبل الافراج عنه في تشرين الأول اكتوبر من العام 2003 غير مهيأ بصورة جيدة على رغم صيانته، وان الأسرة تعد له الطعام في منزله وتنقله اليه في مقر اقامته الجبرية. ورحب نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي عبدالله حسن أحمد بوضع الترابي قيد الاقامة الجبرية ووصف ذلك بأنه خطوة ايجابية. وطالب باستكمالها بالافراج عنه وعن 70 من كوادر الحزب وناشطيه ورفع الحظر عن نشاطه. ولم يستبعد أحمد ان يكون وضع الترابي قيد الاقامة الجبرية خطوة نحو اطلاقه. ودعا الحكومة الى اتخاذ خطوات لإبداء حسن النيات لمناسبة اشغال لجنة صوغ الدستور الانتقالي التي ينتظر ان تبدأ اليوم، بالافراج عن جميع المعتقلين وتطبيع الحياة السياسية واطلاق الحريات. ورفض مسؤول حكومي رفيع المستوى التعليق على المعلومات الرائجة في الخرطوم عن اعتزام السلطات اطل ق جميع المعتقلين لمناسبة بدء اعمال لجنة الدستور، لكنه اعتبر نقل الترابي من السجن ووضعه تحت الاقامة الجبرية بادرة حسن نية. ودعا الى رد التحية لتعزيز الثقة وتنقية الاجواء السياسية في البلاد. في غضون ذلك رويترز نقلت صحيفة"لوس انجليس تايمز"أمس عن مسؤولين في الاستخبارات والحكومة الأميركية ان ادارة الرئيس جورج بوش اقامت شراكة وثيقة في مجال الاستخبارات مع السودان الذي ساعدها في حربها على الارهاب. ووافق السودان الذي استضاف في الماضي اسامة بن لادن على حرية الوصول الى المشتبه بارتكابهم اعمالاً ارهابية واقتسم معلومات استخباراته مع الولاياتالمتحدة، رغم انه ما زال ضمن القائمة الاميركية للدول الراعية للارهاب ويتعرض لانتقادات شديدة في شأن انتهاكات حقوق الانسان. وقالت الصحيفة ان مسؤولي الحكومة الاميركية اكدوا ان وكالة الاستخبارات المركزية"سي. آي. ايه"نقلت رئيس جهاز الاستخبارات السودانية صالح عبدالله جوش الى واشنطن الاسبوع الماضي لعقد اجتماعات سرية، في اعتراف بشراكة الخرطوم الحساسة التي كانت مستترة في السابق مع الادارة الاميركية. واضافت الصحيفة ان السودان اعتقل المشتبه في انتمائهم ل"القاعدة"ليقوم عملاء اميركيون باستجوابهم، وسلم مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي ادلة تم ضبطها خلال مداهمة منازل المشتبه في أنهم ارهابيون، وسلم متطرفين الى أجهزة استخبارات عربية واحبط هجمات ارهابية ضد اهداف اميركية. واشارت الصحيفة الى مقابلات اجرتها مع مسؤولي استخبارات وحكومة اميركيين وسودانيين. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية رفض نشر اسمه ان السودان"اعطانا معلومات محددة ... مهمة وعملية وسارية". وابلغ جوش الصحيفة:"لدينا شراكة قوية مع وكالة الاستخبارات الاميركية. المعلومات التي نقدمها مفيدة جداً للولايات المتحدة". واعترف مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني في مقابلة ان الاستخبارات السودانية عملت بالفعل كآذان وعيون للاستخبارات الاميركية في دول مجاورة من بينها الصومال، وهو ملاذ للمتشددين الاسلاميين. وقالت الصحيفة ان السودان يريد في مقابل ذلك رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب وان ترفع واشنطن العقوبات الاقتصادية عنه. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في تقريرها السنوي في شأن الارهاب الاربعاء ان السودان زاد تعاونه في مجال مكافحة الارهاب، رغم التوتر مع الولاياتالمتحدة في شأن العنف في اقليم دارفور.