يحاول المسلسل السوري الجديد،"عصي الدمع"في حلقاته الثلاثين رصد التغيرات الجديدة في تركيبة الأسرة السورية من خلال حياة مجموعة من الأسر الدمشقية التي ترتبط بشبكة من العلاقات الانسانية في ما بينها. ويركز العمل على وضع المرأة كعنصر فاعل في المجتمع وعلى وضع القضاء والتعليم في ظل التحديات التي تواجهها سورية... والعمل من انتاج"السورية الدولية للانتاج الفني"وتأليف دلع الرحبي واخراج حاتم علي."الحياة"كان لها بعض اللقاءات مع أسرة المسلسل وفي مقدمهم المخرج حاتم علي الذي سألناه عن طبيعة العمل الذي يقوم بإخراجه... وماهية أحداثه، فأجاب:"عصي الدمع"كتبه دلع الرحبي وهو ينتمي الى نوعية الأعمال الاجتماعية المعاصرة. وهو مهدى الى أم كلثوم كقيمة اجتماعية وفنية. في الوقت نفسه، يحاول العمل أن يتناول مجموعة نماذج نسائية تعيش في الزمن الراهن، ومن خلال هذه الشخصيات نحاول رسم صورة لمجتمع يتحول بسرعة ويحاول أن يجد هويته في ظل متغيرات سياسية أو اجتماعية واقتصادية متسارعة... أم كلثوم كانت من أوائل النساء اللواتي استطعن أن ينطلقن من قاع المجتمع، من فلاحة فقيرة أمية الى رمز فني وثقافي، نسائي... حدث ذلك في مطلع القرن الماضي عندما كانت هناك مجموعة من الأسئلة المطروحة عن الهوية وعن الشخصية العربية بمكوناتها التاريخية والدينية في ما يسمى بعصر النهضة. هذه الأسئلة، تكشف من خلال شخصياتنا النسائية المعاصرة أنها ما زالت حتى الآن عالقة ومن دون اجابات. الشخصية الرئيسة محامية في مقتبل العمر مهمومة بقضايا الناس الذين تعيش معهم، تختار شريك حياتها بنفسها لكنها في الوقت ذاته تدافع عن قيم المجتمع. تدافع عن الحرية لكن من دون ارتجال وتحاول أن تبقى متوازنة وتقوم بدورها سلاف فواخرجي التي امتنعت عن التحدث لأسباب لم تذكرها. ويتطرق العمل أيضاً الى مجموعة قضايا، كالقضاء باعتباره الناظم للقوانين الاجتماعية وهي في الوقت نفسه قيمة اخلاقية مطلقة. فالقانون انعكاس لتركيبة اجتماعية وثقافية، وقدرة هذا القانون على مواكبة حركة العصر هي الأساس. علمنا انك تمثل دوراً في المسلسل. ألا يؤثر هذا في عملك كمخرج؟ - أنا شخصياً قبل أن أكون مخرجاً كنت ممثلاً. وأنا كنت وما زلت ضد فكرة الممثل/ المخرج لا لسبب سوى لأننا ما زلنا في صناعة الدراما نفتقر الى التقاليد وبالتالي تقع على عاتق المخرج مهمات كثيرة ليس أولها وآخرها الاخراج... لكن الدور الذي أقوم به بسيط وناتج من رغبتي في التمثيل. من خلال الإهداء لأم كلثوم، هل هناك شخصية تشابهها الى حد ما؟ - تتمثل سيرة أم كلثوم ليس فقط بالسيرة الفنية وإنما بمسيرتها الشخصية كامرأة قوية أحبت بقوة وغنت للحب لكن ليس من منطلق المرأة المستضعفة وإنما المرأة الشريكة التي تقف على قدم المساواة حتى في علاقة الحب، والإسقاط كان على شخصية زهرية وهي سيدة تعزف على العود وتهوى أم كلثوم ليس في التفاصيل وإنما توجد نقاط عامة والهدف من ذلك المقارنة ما بين زمنين مختلفين. أما جمال سليمان فأجابنا حين سألناه عن دوره في المسلسل:"أؤدي شخصية مهندس عمارة وديكور، فكره وثقافته غربيان كلاسيكيان... انه عاشق لموزارت وبتهوفن... وهو مستمع اليهما وحافظ لسيرتهما، وهو مطلّق وله ابن في ريعان الشباب، لكنه منعزل عنه تماماً، وانه يعيش لنفسه، فيه شيء من الأنانية والانطواء على الذات... يتعرف الى المحامية سلاف فواخرجي وتنشأ بينهما علاقة حب. المرأة ثقافتها بالموسيقى الغربية صفر لكنها مستمعة جيدة للموسيقى الشرقية، لأم كلثوم ولعبدالحليم وغيرهما. سرعان ما تكتشف المرأة أنانيته الشرقية المرعبة إذ يبدأ يتعامل معها كامرأة بالمعنى الشرقي مطالباً إياها بأن تنعزل عن العالم الخارجي. لقد تزوجها لتتحول تحفة في بيته فتقرر طلب الطلاق منه". من الوجوه الشابة العاملة في الفيلم الفنانة ديمة قندلفت التي تحدثت عن دورها قائلة:"ألعب دور هادية أخت رياض المتزوجة من عازف. حياتهما غير تقليدية بعيدة من كل القوانين والقواعد للأزواج. كل منهما له بيته الخاص: تتفق هي وزوجها على ان الحياة المثالية لهما تكمن في أن كل شخص منهما يعيش بمفرده ويريان بعضهما بالصدفة ويتكلمان عبر الهاتف... وهي مرتاحة كثيراً لهذا الوضع".