سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيما يعد الجيش الاسرائيلي العدة لقمع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة المتوقعة . من أبرز مبادئ استراتيجية شارون للسنوات المقبلة : "غزة مقابل الضفة" و "الحقائق على الارض ترسم الحدود"
رأى المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"ألون بن أن رؤيا رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للعملية السياسية في المنطقة في السنوات الخمس المقبلة، كما تجلّت في التصريحات التي خص بها وسائل الإعلام العبرية نهاية الأسبوع الماضي لمناسبة الفصح اليهودي، تعتمد أساساً مبدأ فرض الحقائق على الأرض"ما يضمن عزلة دولية لإسرائيل طالما بقي شارون في سدة الحكم". ويكتب بن أن"عقيدة شارون"كما بيّنها بنفسه في المقابلات الصحافية المذكورة تستند إلى عدد من النقاط أبرزها: "- عمق السلام كعمق الانسحاب"، بمعنى ان حل النزاع العربي- الإسرائيلي سيكون ممكناً فقط حين يعترف العرب ب"الحق المولود"للشعب اليهودي في"إقامة دولة يهودية في ارض إسرائيل وأنه الى حين يحصل هذا الاعتراف، إن حصل أصلاً، سيكون التقدم في العملية السلمية بطيئاً للغاية" "- الحقائق على الأرض ترسم الحدود"، ويعني أساساً سيطرة اسرائيل على الكتل الاستيطانية الكبرى في محيط القدسالمحتلةوالضفة الغربية على ان تكون متواصلة جغرافياً مع حدود الخط الأخضر علاوةً على السيطرة على"حزام واسع"في غور الأردن، لكن، يضيف المعلق ولاعتبارات ديموغرافية"ستتجنب اسرائيل ضم المستوطنات قي المنحدرات الغربية لجبال نابلس على ان تدرس في المستقبل مقايضتها بأراضٍ مأهولة بمنطقة وادي عارة داخل الخط الأخضر". "- دحر الارهاب اولاً": يشترط شارون التقدم في خريطة الطريق الدولية التي تؤدي الى قيام دولة فلسطينية بقيام السلطة الفلسطينية بتفكيك كل المنظمات الإرهابية والقدرات الإرهابية مؤكداً ان اسرائيل لن تتنازل عن هذا الشرط". "- غزة مقابل الضفة": يؤكد المعلق ان شارون يرى في خطة الانسحاب من غزة وإخلاء المستوطنات فيه"ثمناً مبرراً"لقاء رسالة الضمانات الأميركية ثبّتت ، بحسب شارون، سيطرة اسرائيل على الكتل الاستيطانية وارجأت الانسحاب المستقبلي من"مهد ولادة الشعب الاسرائيلي"الضفة الغربية. "- الهجرة إلى اسرائيل": يرى شارون أن أحد الأهداف المركزية للدولة العبرية سيكون استقدام مليون يهودي من دول الاتحاد السوفياتي السابق ومن فرنسا ودول اخرى لتوطينهم في النقب والجليل ومنطقة القدس. ويشكك المعلق في ان تكون مواقف شارون المتشددة هذه ترمي فقط الى استمالة اليمين الاسرائيلي بهدف العودة الى أحضانه ويقول إن الأمر واضح، إذ ان شارون مثابر في اصراره على أن يسلّم العرب بالصهيونية وفي ادعائه ان الانفصال يراد منه انقاذ السيطرة الاسرائيلية في الضفة، ويضيف:"أيضاً أعماله تسير في هذا الاتجاه: انه يُحجم عن التحاور الحقيقي مع الفلسطينيين ويواصل تطوير الاستيطان في الكتل الكبرى ويُحجم عن تفكيك البؤر وتجميد البناء في المستوطنات". ويحذّر المعلق من ان عقيدة شارون هذه تضع الدولة العبرية أمام مأزق في علاقاتها مع العالم الذي لا يزال يرى في شارون يمينياً منفلتاً لا يحترم القانون ويبتلع الأراضي الفلسطينية:"صحيح انه يحظى الآن بتحيات على جرأته لكن اوروبا ترفض نظرية فرض الحقائق على الأرض وتصر على اعتبار الوجود الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية غير شرعي... بل حتى الرئيس الاميركي جورج بوش صديق شارون يريد ان يرى دولة فلسطينية في ولايته ما ينذر بعزلة دولية طالما بقي شارون على كرسي رئيس الحكومة". على صلة، تناول المعلق المخضرم في الصحيفة عكيبا الدار السيناريو الذي وضعه قادة الجيش حول احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة وكتب ان رئيس اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون يفترض انه مع العودة الى طاولة المفاوضات حول الحل الدائم يتوقع ان يرد الفلسطينيون بعنف على ما سيعتبرونه مؤامرة اسرائيلية للتخلص من غزة في مقابل ادامة احتلال الضفة الغربية. ويرى يعالون انه يتحتم على الجيش ان يكون مستعداً في كل الأحوال لاحتمال اندلاع انتفاضة، كما حصل في العام 2000، حيث يتوقع أن لا تقبل السلطة الفلسطينية أو أنها لن تكون قادرة على قبول الاملاءات الاسرائيلية. ويتناول الكاتب حقيقة ان اسرائيل لم تقدم اياً من التسهيلات التي وعدت بها الفلسطينيين وعجز النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز عن فعل شيء في الموضوع مدعياً على الدوام أن شارون لن يقبل بالاقتراحات الفلسطينية في هذا الاتجاه. ويشير الكاتب الى حقيقة تجاهل المسؤولين الاسرائيليين لوزير الداخلية الفلسطيني الجديد نصر يوسف ومواصلة وزير الدفاع شاؤول موفاز التقاء الوزير محمد دحلان بداعي ان الأخير هو الوحيد القادر على حسم الأمور، ما يثير شكوك الفلسطينيين بأن"أعمالا مشبوهة"تقوم بها اسرائيل مرة أخرى مع دحلان، من دون أن يخوض في طبيعتها.