يتوقع أن تقوم طائرة إيرباص 380 A الموصوفة بالطائرة العملاقة بأول تحليق تجريبي لها اليوم بحسب ما تسمح الأحوال الجوية، وذلك بعد انتهاء سلسلة التجارب على الأرض. ويستمر التحليق، بقيادة الطيارَين جاك روزي وكلود لولي، بين ثلاث وخمس ساعات في أجواء مدينة تولوز في جنوبفرنسا حيث مقر مجموعة إيرباص. وتمثل لحظة التحليق هذه مصدر توتر كبير للعاملين في أكثر من 120 مؤسسة شاركت في تصنيع اجزاء الطائرة بتفويض من ايرباص، وتعتبر الطائرة الأكبر في تاريخ الطيران الدولي وتلقب سوبر جامبو، وحُدّدت سرعة الطائرة لحظة الإقلاع بنحو 270 كيلومتراً في الساعة، وقد طُلب من الطيارَين عدم تشغيل المحركات الأربعة للطائرة في هذه الرحلة الأولى. وتواكب الطائرة في هذه الرحلة طائرة مراقبة من طراز كورفيت على متنها مصور يسجل كل ما يصدر عنها أثناء التحليق ومتخصصين في عمليات التحليق الاختباري سيدققون في ردود الفعل التقنية للطائرة. وتحسباً للأسوأ، سيُزوّد الطياران خلال الرحلة التجريبية بمظلتي هبوط للاستخدام إذا دعت الحاجة، علماً أن المطلعين على الرحلات التجريبية يعتبرون ذلك إجراء روتينياً. وسيتم التحليق التجريبي الأول في ظروف جوية صافية على أن تُجرى عمليات تحليق أخرى في ظروف جوية سيئة، كالعواصف والمطبات الهوائية، وسيُعتبر تكريساً للطائرة العملاقة وانتصاراً لمدير عام إيرباص نويل فورجار، عراب هذا النموذج الاستثنائي في عالم الطيران. وكان فورجار تولى منصبه الحالي عام 1998 ونجح في دفع المجموعة خلال بضع سنوات إلى المرتبة الأولى في صناعة الطائرات، محطماً هيمنة مجموعة بوينغ الأميركية. ومن المعروف أن إيرباص 380 معدة لتتسع لما يراوح بين 480 و800 راكب بحسب الطلب، ولنحو 310 آلاف لتر من الوقود، ما يسمح لها بالسفر لمسافات طويلة من دون الحاجة للتزود بها. ولن تنال إيرباص 380 الإجازة التي تسمح بوضعها قيد العمل قبل النصف الثاني من العام المقبل بحيث تكون قد استكملت الاختبارات المطلوبة بإشراف الوكالة الأوروبية للسلامة الجوية والوكالة الاتحادية الأميركية للطيران. وسيتواجد نحو 500 مدعو ساعة الانطلاق في المقاعد التي خصصت لهم ليتفرجوا على انطلاقة اكبر طائرة ركاب في العالم، في جو من التشويق العام، خصوصاً ان الشركة لن تعلن عن موعد الانطلاق إلا قبل نحو عشر ساعات من موعد الانطلاق.