أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي"التزام الحكومة بما ورد في بيانها الوزاري لجهة اجراء الانتخابات النيابية وبت وضع قادة الاجهزة الامنية". وكان ميقاتي التقى امس، وزير الداخلية حسن السبع, وقال انه شدد على"وجوب الاسراع فور نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي باتخاذ الاجراءات الرامية الى بت وضع قادة الاجهزة والطلب اليه تحضير المراسيم الخاصة بذلك". وأوضح ميقاتي في دردشة مع الصحافيين لدى مغادرته السرايا الحكومية" حاولنا ايجاد مخارج تحفظ الكرامات لكن لا يمكن ان يكون أي مخرج على حساب هيبة الدولة لأن هيبتها تعلو فوق كل شيء". وقال :"ما التزمنا به سننفذه", مؤكداً الحرص على ان تكون الحكومة كاملة بكل اعضائها وان يتمثل الكاثوليك فيها بأسرع وقت ممكن. وأشار الى انه اتفق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري"على امكان تقصير المهل الدستورية لاجراء الانتخابات النيابية لاعطاء اللجنة الوزارية - النيابية التي اقترحناها فرصة لايجاد حل يرضي الجميع لاننا اذا كنا سنلتزم بالمهل فاننا سنكون مضطرين لدعوة الهيئات الناخبة في 29 الجاري", مشدداً على"ان هذه اللجنة هدفها فقط ايجاد مخارج وقواسم مشتركة"، مشيراً في الوقت ذاته الى ان"قرارنا نهائي في اتباع الاصول الدستورية لاجراء الانتخابات في 29 ايار مايو المقبل". وأوضح ميقاتي انه استوضح من وزير الداخلية امكان اجراء الانتخابات النيابية في يوم واحد في كل لبنان, لكن الوزير اكد استحالة ذلك لوجستياً وادارياً", مشيراً الى انه اتصل ايضا بوزير العدل لاستيضاحه مدى قانونية استكمال اجراء الانتخابات بعد 29ايار وينتظر الاستشارة القانونية بذلك. وأشار الى انه شدد خلال لقائه قائد الجيش العماد ميشال سليمان والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع"على وجوب اتخاذ الاجراءات للتشدد في ضبط الوضع الامني ومنع أي محاولة للعبث بالأمن". وعما تردد عن تكليف مدير المخابرات العميد ريمون عازار بمهمة رسمية في فرنسا قال ميقاتي:"ان العميد عازار موجود في فرنسا في اجازة عائلية لمدة 12 يوماً ليس مكلفاً أي مهمة". وكان الوزير السبع قدم لميقاتي"اقتراحاً لتعيين مديرين أصيلين للأمن العام وقوى الأمن الداخلي حتى تأخذ الأمور مجراها الطبيعي، لأن هاتين المديريتين تابعتان لوزارة الداخلية وأنا أستطيع أن أعمل كما يتوقع منا الناس أن نعمل". وأوضح بعد اللقاء ان"غداً وبعد غد مبدئياً سيناقش البيان الوزاري ونأمل في تنال الحكومة الثقة من المجلس النيابي، وسيكون الاقتراح على طاولة مجلس الوزراء في أول جلسة له بعد نيله الثقة. وأنا متمسك به ونحن جاهزون في أي وقت تعقد الجلسة ولا مشكلة لدينا". وتلقى ميقاتي برقية تهنئة من الرئيس المصري حسني مبارك لتشكيله الحكومة نقلها سفير مصر في لبنان حسين ضرار. جولة عربية وأوروبية وأوضح مصدر وزاري رفيع ل"الحياة"ان ميقاتي سيزور،في اطار جولة خارجية ينوي القيام بها قريباً، سورية ومصر والمملكة العربية السعودية وربما بلدان اًخرى اضافة العواصم القرار في أوروبا،كما انه ينوي التوجه الى الولاياتالمتحدة الأميركية وان مسألة الزيارة سيناقشها مع سفيرها في لبنان جيفري فيلتمان. وبالنسبة الى زيارته لسورية قال المصدر انها ضرورية وان أهميتها تكمن في العلاقة الجيدة بين الرئيس السوري بشار الأسد وميقاتي التي تتيح البحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين بما فيها الاتفاقات المعقودة في اطار معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق وضرورة تفعيلها وتطويرها نحو الأحسن على قاعدة تنقيتها من الشوائب. وأضاف:"ان توقيت الزيارة يعكس رغبة في ان تستعيد العلاقات الثنائية عافيتها، التي لا يجوز ان تكون مرهونة فقط بالوجود العسكري السوري في لبنان، بل في الروابط القومية بين البلدين". ولم يستبعد ان تمهد الزيارة لعقد اجتماع للهيئة اللبنانية - السورية المشتركة برئاسة رئيسي حكومتي البلدين في حضور الوزراء المعنيين للنظر في مصير الاتفاقات الثنائية والمشاريع المشتركة التي كانت تقررت في اجتماعات المجلس الاعلى اللبناني - السوري والتي ما زالت حبراً على ورق. يذكر ان ميقاتي كان أجرى في اليومين الاخيرين اتصالات مع كبار المسؤولين السوريين ادت وبناء لتوجيهات القيادة السورية الى تسهيل عبور الشاحنات اللبنانية المحملة بالبضائع الأراضي السورية الى الدول العربية في الخليج خصوصاً في ضوء العوائق التي بدأ يواجهها أصحاب البضائع لاجتياز الاراضي السورية الترانزيت. الى ذلك، أقام توفيق سلطان مأدبة غداء على شرف الرئيس ميقاتي حضرها النواب باسم السبع وغازي العريضي وأحمد فتفت وسفيرا المملكة العربية السعودية عبدالعزيز الخوجة ومصر حسين ضرار والنائب السابق أحمد كرامي وفؤاد شبقلو ووسيم عز الدين وعدد من الصحافيين. وقال سلطان ان اللقاء يأتي تكريماً للرئيس ميقاتي وتفعيلاً للتشاور في هذا الظرف الحساس،"ووجدت من المناسب دعوة بعض الاصدقاء لتفعيل التشاور تحقيقاً للأهداف التي نعمل من أجل الوصول اليها". ورأى"ان أداء الحكومة وعلى رأسها ميقاتي والنتائج التي توصلنا اليها تبعث على الاطمئنان والتفاؤل والى مزيد من المواقف الايجابية خدمة للوصول الى الحقيقة التي ننتظرها".