بعد الكشف عن فضيحة الحنطة الاسترالية الملوثة ببرادة الحديد، أكد وزير التجارة العراقي محمد الجبوري ل"الحياة" ان وزارته "اتخذت إجراءات احترازية لطمأنة المواطنين الى خلو الطحين الموزع عليهم ضمن البطاقة التموينية من أي تلوث يمكن ان ينجم عن عدم تنظيف الحنطة المستخدمة من برادة الحديد، والتي تتعارض ومعايير التقييس والسيطرة النوعية". وأعلن "سحب كل كميات الطحين الملوثة حنطته بالبرادة من الوكلاء قبل إيصالها الى المواطن". وأشار الجبوري الى "استدعاء اعضاء مجلس الحنطة الاسترالية للبحث في الموضوع، ورفعت الغرامة المفروضة على المجلس بمقدار 12 دولاراً بدلاً من خمسة دولارات للطن لوجود تلوث في الحنطة". وأعلن "التعاقد على استيراد الحنطة من مصادر اخرى"، مشيراً الى "بدء وصول الحنطة الاميركية وتقدر كمياتها بأكثر من 650 الف طن، اذ يستهلك العراق نحو 300 ألف طن شهرياً". وأوفدت الوزارة ممثلين عنها الى الكويت والامارات وتركيا لشراء طحين بقيمة 75 مليون دولار لتلبية الحاجة المستعجلة اليه، بعد التريث في تنفيذ عقد سابق مع الاستراليين يقضي بوصول 350 ألف طن من الحنطة التي عثر فيها على برادة الحديد. كما اعتذر الاردن لعدم توافر فائض لديه. وكشف الجبوري عن ان التحاليل المخبرية "اثبتت وجود ذرة واحدة من برادة الحديد في كل كيلوغرامين من الحنطة الاسترالية"، مشيراً الى ان الاستراليين برروا تلوث الحنطة بأن "الشحنة الملوثة كانت محملة من موانئ استرالية مختلفة". ولفت الى ان الحنطة الاسترالية "تعد من افضل انواع الحنطة في العالم وتتميز بارتفاع سعرها ولونها الابيض، كما ان نسبة الاستخلاص فيها عالية وتتوافق مع مواصفات الخبز العراقي". وأوضح الجبوري ان وزارته "حرصت على عدم وصول شحنة الحنطة الاسترالية الملوثة ببرادة الحديد الى المطاحن الحكومية والأهلية قبل تنظيفها في اهراءات ميناء أم قصر قبل توريدها الى العاصمة والمحافظات الاخرى". الا ان الحريق الذي طاول اهراءات ام قصر تزامن مع وصول باخرتين محملتين بالحنطة، ما حال دون عملية التنظيف، وادى الى وصول كميات من الحنطة الى اهراءات قريبة من محافظة البصرة غير مؤهلة لتنظيف برادة الحديد. وسلمت هذه الاهراءات الكميات التي تسلمتها الى المطاحن التي باشرت في توزيعها على بعض الوكلاء.