سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتكبت هفوة بالروسية بتأكيد سعيها الى الرئاسة الأميركية قبل ان تستدرك بالنفي 7 مرات . رايس تعطي اشارات متضاربة في موسكو عن موقف الادارة الأميركية من الكرملين
طغت الملفات الخلافية بين روسياوالولاياتالمتحدة على أجواء محادثات وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في زيارتها الأولى للعاصمة الروسية أمس. ونفت رايس ان تكون روسيا عدواً استراتيجياً لبلادها ودعت الى تعزيز التعاون معها على محاور عدة، في محاولة منها للتخفيف من انتقاداتها اللاذعة لسجل روسيا الديموقراطي. ووقعت رايس في هفوة لدى محاولتها التحدث بالروسية لاذاعة موسكو، اذ اجابت بنعم دا على سؤال عما اذا كانت راغبة في الترشح الى الرئاسة الاميركية قبل ان تستدرك بقول لا نييت وكررتها سبع مرات. ووجهت رايس انتقادات حادة لموسكو تركزت على قضايا الديموقراطية وحرية الصحافة في روسيا، على رغم تأكيد الطرفين عقب المحادثات عزمهما على تطوير التعاون في القضايا الاستراتيجية. وسجلت رايس في أول زيارة تقوم بها بصفتها وزيرة للخارجية سابقة غير معهودة اذ حملت بشدة خلال حديث مع الصحافيين فور وصولها الى مطار موسكو، على الكرملين. وتحدثت عن"قلق واشنطن الشديد"بسبب ما وصفته بعملية"مركزة السلطة". وقالت ان تعزيز قبضة الكرملين والتضييق على الحرية الصحافية هما أمران"غير ايجابيين"ولا يخدمان تعزيز الديموقراطية في روسيا. واستخدمت العبارة نفسها عند اشارتها الى دعوات صدرت في روسيا لادخال تعديل دستوري يسمح للرئيس فلاديمير بوتين بالترشح لولاية رئاسية ثالثة. الثورات الملونة واعترفت رايس بأن واشنطن لعبت دوراً في دعم"الثورات الملونة"التي شهدتها جمهوريات سوفياتية سابقة. لكنها قالت ان دور الولاياتالمتحدة اقتصر على"تأييد مطالب الشعوب وحقها في التعبير عن رأيها". وأضافت ان هذا حصل في جورجيا وأوكرانيا وقيرغيزستان، معتبرة ان ظهور دول ديموقراطية متطورة حول روسيا"يصب في مصلحة الجميع". غير انها شددت على ان واشنطن لا تسعى الى"تصدير الثورات الى روسيا"، مشيرة الى ان بلادها لا تشعر بالقلق حيال مستقبل روسيا التي وصفتها بأنها دولة مستقرة، معربة في الوقت نفسه عن ثقتها بأن"علاقاتنا ستكون أفضل اذا استخدمت روسيا كل طاقاتها وتم تعزيز المسار الديموقراطي فيها". وقالت ان"الشعب يريد مزيداً من الديموقراطية وينبغي اعطاؤه فرصة التعبير عن رغباته ... وعند ذلك فإنه سيختار الديموقراطية بنفسه". وبدأت رايس برنامج زيارتها لمحادثات غير رسمية مع وزير الدفاع الروسي سيرغي لافروف تركز على ملف منع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وألمحت في حديث لاذاعة"صدى موسكو"بأن الولاياتالمتحدة حصلت على تنازلات روسية في شأن تمكين واشنطن من الوصول الى المواقع النووية الروسية وفرض رقابة عليها. وكان هذا الملف طرح خلال القمة الروسية - الأميركية الأخيرة، وأثار استياء واسعاً في موسكو. وقالت رايس ان محادثاتها مع ايفانون"حققت نتائج معينة"على هذا الصعيد، معتبرة ان المهمة الأساسية أمام الطرفين تتركز في منع وصول تقنيات أو مواد نووية الى أيدي تنظيمات ارهابية. ووصفت العلاقة بين المؤسستين العسكريتين في روسياوالولاياتالمتحدة بأنها تمر في"أحسن مرحلة في تاريخ العلاقات بين البلدين". وانسحبت الأجواء الخلافية على محادثات الوزيرة الأميركية مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، اذ على رغم تأكيد الجانبين عقب اللقاء على عزمهما مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات. لكن رايس شددت في حديثها الى الصحافيين على أهمية فتح مجال أوسع أمام حرية الصحافة في روسيا، ما دفع لافروف الى الرد، مشيراً الى استعداد بلاده لمناقشة هذا الملف في حال توافرت أدلة على وقوع انتهاكات محددة لحرية الصحافة. وقال ان البلدين سيواصلان تعزيز علاقاتهما بغض النظر عن وجود ملفات خلافية مشيراً الى حرص الجانبين على تنفيذ الاتفاقات الموقة بين البلدين في السابق والتحضير في شكل جيد للقمة الأميركية -الروسية المقررة في موسكو في التاسع من الشهر المقبل. من جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله رايس في الكرملين أمس، عن أمله في مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية. وأشار الى دور مفصل لعبته الوزيرة الجديدة خلال السنوات الأخيرة في ايصال علاقات البلدين الى المستوى الحالي.