في خطوة تكرس سلطة المحافظين الجدد في ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش الثانية وتعكس السلطة الواسعة لوزير الدفاع دونالد رامسفيلد في التعيينات الجديدة في وزارته، وافق البيت الأبيض أمس على تعيين رئيس قائد البحرية غوردن انغلاند في منصب نائب وزير الدفاع خلفاً لبول ولفوفيتز المنتقل الى رئاسة البنك الدولي، ومعه أيضاً موافقة على استبدال السفير الأميركي المستقيل لدى تركيا اريك آدلمان بالرجل الثالث في البنتاغون ونائب مساعد رسم السياسة الدفاعية دوغلاس فايث. وفيما يصنف انغلاند بأنه من القريبين لرامسفيلد، كما نقلت"واشنطن بوست"واعتبرته"أقل ايديولوجية"من ولفوفيتز، يأتي آدلمان من خلفية نائب الرئيس ديك تشيني وهو من البارزين في خط المحافظين الجدد والداعمين لاسرائيل. وكان آدلمان قدم قبل أسبوعين استقالته كسفير لواشنطن في أنقره بعد خلاف على زيارة الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر الى دمشق والتي انتقدها آدلمان وسط"الموقف الدولي"الضاغط على سورية بعد عملية اغتيال رئيس مجلس الوزراء السابق اللبناني رفيق الحريري. ويتوقع أن يتسلم آدلمان منصبه الجديد في حزيران يونيو المقبل بعد قرار شخصي من فايث بالاستقالة"والتفرغ لشؤون عائلية"، لكن هذا القرار جاء بعد استجوابه في قضية تسريبات تتعلق بايران من البنتاغون الى اسرائيل. ويعتبر آدلمان، مثل فايث، من البارزين في صفوف الأقلية اليهودية في الولاياتالمتحدة. ويأتي تعيين انغلاند 67 عاماً بعدما تبنى رامسفيلد في رسالة خطية بعث مطلع الاسبوع بها الى البيت الابيض بغية ملء المقعد الثاني في البنتاغون بمجرد خروج ولفوفيتز منه في نهاية الشهر. ويعتبر انغلاند من دائرة المؤيدين لاستراتيجية رامسفيلد الدفاعية وعملية اعادة تغيير هيكلية الجيش الأميركي بتطوير السلاح وتخفيف العدد، اضافة الى عقيدة توجيه الضربات الوقائية وضمان التفوق العسكري الأميركي. كما يتميز بصفاته الادارية، كونه شغل منصب مدير شركة"جنرال دينامكس"للاسلحة والآلات الدفاعية من 1997 حتى 2001، ويتمتع بقدرات"حوارية وديبلوماسية"كما أشارت ال"بوست". وبرز اسم انغلاند أخيراً في الدفاع عن اساليب البنتاغون في محاكمة معتقلي غوانتانامو رغم اعتراضات لجان حقوق الانسان على عدم السماح للمعتقلين بتوكيل محامي دفاع أو لاعتبار"الأدلة السرية"سبباً كافياً للاعتقال. وتسلم انغلاند قيادة البحرية الأميركية في أيار مايو 2001، قبل انتقاله الى وزارة الأمن الداخلي في كانون الثاني يناير 2003، ثم عودته الى البحرية بإصرار من رامسفيلد في أيلول سبتمبر 2003. وتعكس محاضرات عدة لإنغلاند تأييده لسياسة التغيير الشمولي في المنطقة العربية، اذ اعتبر في جلسة نقاش في مركز وودرو ويلسون في تموز يوليو الماضي أن"اسرائيل هي حجة لدى سكان الشرق الأوسط لكره الولاياتالمتحدة وليست السبب الحقيقي"ولخص الأسباب بالرجوع الى تاريخ المنطقة والأنظمة ورسم الحدود في المنطقة"لخدمة السياسة الأوروبية التوسعية"بعد الحرب العالمية الأولى. كما تسلم انغلاند جائزة هنري جاكسون في العام 2001 من المعهد اليهودي للأمن القومي جنسا الداعم لاسرائيل. وينتظر أن يصوت مجلس الشيوخ على تعيينه خلال هذا الشهر.