خلال الأيام القليلة المقبلة تبدأ قناة"روتانا"عرض كليب أغنية هيفا وهبي الجديدة"بدي عيش"الذي يحمل توقيع المخرج اللبناني النشيط سعيد الماروق. وهيفا وهبي التي أرادت تحميل عملها الجديد رسالة واضحة، طلبت من الماروق تجسيد رسالتها في العمل. وفي وقت تصرخ هيفا في الأغنية التي كتبها ولحنها الياس الرحباني، ويقول مطلعها:"بدي عيش اتركوني عيش حياتي، بدي عيش كل لحظة بحياتي"، جسد الماروق المعنى في التصوير عندما جعل وهبي تولد من شرنقة وتخرج إلى الحياة عبر نفق محفوف بالمخاطر حتى تجد سلماً تتسلقه، فتقع وسط ورود دوار الشمس وتنتشي من نداها. من خلال هذا السيناريو، يستطيع المشاهد أن يلمس الرسالة التي أرادت وهبي بمعاونة سعيد الماروق إيصالها، ألا وهي العيش بحرية بعيداً من المضايقات التي تلاحقها من كل حدب وصوب. لكن الكليب الجديد أخفق في خلق أي تمييز واضح خصوصاً وأنه اعتمد على لقطات متكررة كتلك التي صورتها هيفا داخل النفق الذي جسده الماروق بستارين متوازيين بلونهما الذهبي، فنرى البطلة تتمايل عليهما وهي ترتدي قميص نوم من اللون نفسه. هذه الألوان أعطت الصورة طابعاً إغرائياً كما إن الإضاءة الخافتة التي اعتمدها المخرج والتركيز على أقسام من جسم هيفا زادت من أجواء الإغراء الذي اعتمدته منذ انطلاقتها الغنائية مع كليب"أقول أهواك"الذي صورته مع المخرج سليم الترك. من يتابع تفاصيل الكليب يجد أن سعيد الماروق لم يقدم جديداً مع هيفا وهبي، فهي لم تظهر في إطار مختلف عن ذلك الذي رسمته لنفسها. بين هيفا ونجوى وبعيداً من هيفا وهبي، يتابع الجمهور العربي منذ أسابيع كليب آخر لسعيد الماروق، وهو"شو جاني"للمطربة نجوى كرم التي تظهر للمرة الأولى بصورة مملوءة بالحيوية، وهي تمرح وتلعب على الثلج مع"الموديل"الذي جسد دور الحبيب. وعلى رغم أن حيوية كرم تسجل نقطة لمصلحة الماروق، لكن الكليب وقع مرة أخرى في فخ التكرار. فالمشاهد العربي اعتاد مشاهدة مشاهد الأغنية في الأفلام العربية التي صورت في ربوع لبنان في الستينات والسبعينات وذلك على رغم احتراف زوايا كاميرا الماروق وجماليتها. لكن المشكلة، وبحسب تأكيد بعض المتابعين لأعمال المخرج اللبناني، تكمن في صعوبة تفسير أفكار الماروق، إذ يصعب إيجاد الخيط الذي يربط بين أول الكليب وآخره. وهذا لا يعني التسلسل الدرامي لتصوير الأغنية، إذ ليس مطلوباً أن يقدم الكليب قصة مؤلفة من بداية ونهاية، لكن تسلسل المشاهد في عملية مونتاج مريح للعين. من ناحية ثانية، ينتقد بعضهم اعتماد الماروق على التقنيات في تصوير الكليب، وإخفاقه أحياناً في تقديم ذلك في صورة مقنعة. نجحت التقنيات التي اعتمدها في تصوير أغنية"غالي"لعاصي الحلاني بجعل المطرب وحبيبته يطيران بحرفية عالية، لكن المخرج اللبناني اخفق في إقناع المشاهد بالصورة التي اظهر بها المطربة نجوى كرم وهي تخرج من الزجاج كشخص آت من الفضاء في كليب"بهواك"، علماً أن هذا الكليب بلغت تكلفته وبحسب شركة الإنتاج 215 ألف دولار أميركي، كما أن الفريق الفرنسي" رينغ فيلم"الذي نفذ هذا الكليب، هو الفريق الذي نفذ كليب نجم"ستار أكاديمي 1"محمد عطية"أنا الحبيب"، إنما تحت إدارة المخرج الفرنسي كزافييه الذي نجح في تقديم صورة تقنية واضحة. يدرج بعض المطلعين كليبات المخرج سعيد الماروق في إطار"الصورة الهوليودية"، لكن الكثيرين أيضاً يفضلون متابعة أعمال المخرجة نادين لبكي، صاحبة الرؤية الواضحة والمتمثلة بالمدرسة الأوروبية.