تتميز شخصية رياض نيكولاس بمزيج من خجل شاب في الخامسة عشرة, وثقة النفس التي يتمتّع بها عازف شارك في احدى أهم مسابقات البيانو الدولية في العاصمة البريطانية. وعندما يتحدث عن حبه للسباحة وكرة السلة وفرحته بزيارته الأولى الى لندن, تبدو اهتماماته مماثلة لشباب عمره. الا ان العزف على البيانو يبقى في أولوياته, وحين يعزف بحماسة ودينامية مقطوعات كلاسيكية من شوبان, تتغلب روح الجدية على شخصيته المرحة ويندمج كلياً بعالم الموسيقى والابداع. جاء رياض نيكولاس الى لندن ليشارك في"مسابقة لندن الدولية للبيانو"التي يتنافس من خلالها عازفو البيانو تحت الثلاثين, من كل انحاء العالم . وبعد تخطي المرحلة الأولى من اصل أربع مراحل للمسابقة, خرج رياض في المرحلة الثانية. لكنه أكد ل"الحياة"أن"المشاركة في هذه المسابقة, تعتبر انجازاً بحد ذاتها". ونيكولاس كان المشارك العربي الوحيد من بين 24 مشاركاً من دول عدة, بينها فرنسا واستراليا واليابان وروسيا. وقال انه سعد بلقاء العازفين وأقام علاقة صداقة مع بعضهم. وعن تجربته أضاف:"من الطبيعي ان يشعر المرء بالخوف لدى المشاركة في مسابقة على هذا المستوى, خصوصاً حين تكون تجربته الأولى في هذا المجال. لا أحد يملك ثقة تامة". وتابع:"اجتزت مرحلة الخوف بعد تعدي المرحلة الأولى من المسابقة". وأمل رياض نيكولاس الاستمرار في مشوار الموسيقى, لكنه لم يقرر بعد ان كان ذلك في سورية أو في دولة أخرى. وقال:"أكيد سأكمل المشوار واصبح عازفاً محترفاً". ويقدم منظمو المسابقة منحاً تعليمية لبعض المشتركين تحت الثانية والعشرين, وقد يحصل نيكولاس على احدى هذه المنح الأسبوع المقبل لكن عليه الانتظار حتى انتهاء المسابقة. وتحت اشراف البروفسور فلاديمير كاساتكين الروسي, يتدرب نيكولاس على العزف يومياً حوالى 4 ساعات لينمي امكاناته ومهاراته. ويتحدث العازف السوري الشاب عن صعوبة التوفيق بين الدراسة والموسيقى, مشيراً الى أنّه,"في بعض الأحيان, يعاني من طغيان الواحدة على الأخرى". لكنه مواظب طبعاً على دراسته التقليديّة في مدرسة"كيليكيا الحلبية". وحرص والدا نيكولاس على تنمية موهبته منذ نعومة أظفاره, إذ بدأ العزف في السادسة. ويلفت العازف الشاب الذي يفضل بين المؤلفين شوبان، الى ان شقيقه وشقيقته يعزفان البيانو ايضاً. كما يعبّر عن امتنانه لمحافظ حلب أسامة عدي, والمعهد العربي للموسيقى في حلب, لمساعدته على زيارة لندن والمشاركة في هذه المسابقة العريقة, علماً انّها اطلالته الأولى في مسابقة دولية, لكنها على الأرجح لن تكون الأخيرة. وقال ان طموحه الأكبر اصدار اسطوانة موسيقية خاصة به مستقبلاً. وتنظم"الجمعية السورية البريطانية"امسية موسيقية اليوم الاربعاء في متحف"لايتون هاوس"في لندن, لتقدّم هذا المبدع الشاب الى جمهور الذواقة من عرب وبريطانيين. ويبدي نيكولاس سعادته بلقاء جمهور عربي في بريطانيا... ويقول بتأثّر واضح:"اشعر كأنهم أهلي". وسيعزف مقطوعات اختارها مدربه كاساتكين, ويستغرق البرنامج ساعة ونصف الساعة تقريباً.