يتجه الرئيس العراقي الجديد جلال طالباني الى تفعيل مبادرته للمصالحة الوطنية، مستغلاً انتماءه الى الطائفة السنية والاجواء الإيجابية التي خلفها انتخابه في الأوساط الكردية. وبدأ مسؤولون في الأحزاب الكردية اتصالات مع مسؤولين بعثيين في النظام السابق"غير متورطين بجرائم ضد الانسانية". وعلمت"الحياة"من مصادر في"هيئة علماء المسلمين"ان طالباني كلف نائبه غازي الياور الحوار مع"المقاومة الشريفة"لضمها الى العملية السياسية، مقابل تخليها عن السلاح. كما قرر تسوية مسألة الجيش السابق بضم معظم عناصره الى الحرس الوطني واحالة بعضهم على التقاعد. أمنياً، أعلنت الحكومة العراقية اعتقال ابراهيم سبعاوي نجل سبعاوي ابراهيم الأخ غير الشقيق للرئيس المخلوع صدام حسين وهو متهم بتمويل المقاومة. وقتل أمس سبعة عراقيين بينهم باسم الجزائري مساعد مدير الشرطة في النجف، واكدت باكستان خطف احد ديبلوماسييها في بغداد ويدعى مالك مالك محمد جواد. وفي اطار مبادرة طالباني لاجراء مصالحة وطنية كشف عبدالجليل فيلي، مسؤول الحزب"الديموقراطي الكردستاني"بزعامة مسعود بارزاني في بغداد ل"الحياة"ان قيادات كردية تجري اتصالات مع بعثيين ومسؤولين في النظام السابق، غير متورطين بأعمال ضد الانسانية في تكريت والانبار. واضاف ان هذه الاتصالات"استكمال للعلاقات الكردية التي نشأت مع أوساط بعثية وعشائرية في مناطق العرب السنة". واكد وجود"اتفاق"بين"الاتحاد الوطني الكردستاني"بزعامة طالباني و"الديموقراطي الكردستاني"على تعزيز سياسة المصالحة والحوار مع المسلحين العراقيين الذين يعارضون الاحتلال والنظام الجديد. وزاد ان هناك"رؤية كردية جديدة لتحقيق المصالحة والحوار وقراراً بالعفو مختلفاً عن قرار العفو الذي أصدره رئيس الحكومة السابق اياد علاوي". ولفت الى ان الإصرار الكردي على ضم العرب السنة الى العملية السياسية"سيساعد كثيراً في اشاعة أجواء ايجابية في مناطقهم، كما ان الرابط المذهبي بين الأكراد وسكان هذه المناطق سيساهم في نجاح تطبيع الحوار السياسي". وجاء في تقرير"هيئة علماء المسلمين"التي تعد أكبر معارض للاحتلال والنظام الجديد ان"الاستراتيجية الكردية تهدف الى ضم العرب السنة الى العملية السياسية للحد من نفوذ الغالبية الشيعية العربية داخل البرلمان ومؤسسات الدولة". وأ ضاف التقرير ان"طالباني يستثمر بالفعل علاقاته السابقة مع الجيش المنحل ومسؤولين سابقين في عملية حوار سياسي مع القوى المعارضة للنظام الجديد والاحتلال". وأشار خالد فخري الجميلي احد وجهاء الفلوجة الى ان"نائب الرئيس غازي الياور تسلم ملف الحوار مع المقاومة الشريفة وبصدد انشاء وفد خاص للحوار مع القوى المعارضة بما فيها القوى المسلحة الموجودة في المناطق العربية السنية". وعلى الصعيد السياسي ايضاً، تواصل كتلتا"الائتلاف العراقي الموحد"و"التحالف الكردستاني"مفاوضاتهما لتقاسم مناصب السلطة التنفيذية. وأعلنت قائمة"العراقية"برئاسة اياد علاوي موافقتها على المشاركة في الحكومة الجديدة شرط منحها أربعة مناصب وزارية بينها احدى الوزارات الرئيسية، فيما تضاربت الأنباء عن حصول انشقاق في صفوف"العراقية". واكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انه"لا بد من تنازلات متبادلة للوصول الى صيغة توافقية لحكومة انقاذ وطني". الى ذلك، أفادت الحكومة العراقية في بيان ان"القوات الأمنية ألقت القبض بالقرب من بغداد على عضو آخر في النظام السابق وهو المدعو ابراهيم سبعاوي وهو ابن الأخ غير الشقيق لصدام المدعو سبعاوي ابراهيم التكريتي". وتابع البيان: "كان ابراهيم سبعاوي من ضمن دائرة الاشخاص المقربين من النظام البائد وكان يقوم الى حين القاء القبض عليه بدعم الارهابيين وتوفير الدعم المالي لهم كما الحال بالنسبة لأبيه سبعاوي التكريتي".