وقفت الدول الأوروبية ودول اخرى وراء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، رغم ان التحقيق في فضيحة برنامج"النفط للغذاء"زود منتقدي المنظمة الدولية ذخيرة جديدة. ولم يتوصل تقرير صدر الثلثاء عن تحقيق يقوده بول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياط الاتحادي البنك المركزي الاميركي، الى أي دليل الى ان انان استخدم نفوذه في منح عقد مربح في اطار البرنامج الذي بلغ حجمه 67 بليون دولار لشركة سويسرية، كان يعمل لديها ابنه كوجو. لكن التقرير استنتج ان انان والمسؤولين في الأممالمتحدة لم يحققوا في شكل كافٍ في احتمال تضارب المصالح، وان المدير السابق لمكتب أنان ومساعده منذ فترة طويلة، مزق وثائق ربما تكون ذات صلة بالبرنامج، بينما كان التحقيق جارياً. وأضاف التقرير ان الشركة وكوجو 31 سنة وهو رجل أعمال يعمل في نيجيريا، ضللا انان في شأن العلاقة بينهما. وقال السفير البريطاني لدى المنظمة الدولية ايمير جونز باري ان"أولوية الأممالمتحدة الآن هي التعامل مع القضايا المهمة، ومنها قمة ايلول سبتمبر والتي نتطلع فيها الى قيادة الأمين العام"، مشيراًَ الى دورة للجمعية العامة ستناقش عملية الاصلاح الشاملة للمنظمة، ووضع جدول زمني لمحاربة الفقر. مارك بيتشلر نائب سفير لوكسمبورغ التي تتولى الآن رئاسة الاتحاد الأوروبي، قال ان دول الاتحاد ترى ان أنان يلعب دوراً قيادياً في المنظمة"بخاصة في ما يتعلق بعملية اصلاحها". لكنه اشار الى ان الاتحاد ينتظر تشديد نظم الأممالمتحدة، خصوصاً المتعلقة بالحصول على عقود، لتفادي"مآخذ مماثلة مستقبلاً". ومعروف ان برنامج"النفط للغذاء"احاطت به فضائح، وكان سمح بمقتضاه لحكومة الرئيس المخلوع صدام حسين ببيع نفط لتمويل شراء أغذية. وأفاد تقرير لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي ان الحكومة العراقية ربحت نحو بليون دولار من رشاوى دفعتها شركات تدير أعمالاً بمقتضي البرنامج. كما جمع نظام صدام نحو ثمانية بلايين دولار من تصدير نفط خارج اطار البرنامج. وحصلت شركة"كوتكنا"التي عمل لديها ابن أنان على عقد من الأممالمتحدة، قيمته عشرة ملايين دولار سنوياً في العراق. وأظهر تقرير فولكر ان الأمين العام اجتمع مع مسؤولين في الشركة ثلاث مرات، احداها قبل منحها العقد في كانون الأول ديسمبر 1998. لكن التقرير اكد ان ليس هناك دليل الى ان أنان ساند الشركة التي طلبت المقابلة، في الحصول على العقد. ودعا السناتور الأميركي نورم كوليمان الأمين العام الى الاستقالة، مشيراً الى"افتقاره القدرات القيادية، بالإضافة الى تضارب المصالح، وعدم تحمله المسؤولية". واتهم التقرير الأول، الذي أصدره فولكر في كانون الثاني يناير الماضي بينون سيفان مدير برنامج"النفط للغذاء"بتوجيه عقود نفط قيمتها 1.5 مليون دولار، لصديق له مصري الجنسية. وسيصدر فولكر تقريراً نهائياً في حزيران يونيو المقبل. ونسبت شبكة"سي ان ان"التلفزيونية الى مصادر مطلعة ان انان سيوجه كلمة الى موظفي الأممالمتحدة اليوم، يركز فيها على ضرورة التركيز على التحديات التي تواجهها المنظمة، خصوصاً مسألة اصلاحها.