تؤكد عناصر قوات مغاوير وزارة الداخلية الذين غالبا ما توجه اليهم اتهامات بتعذيب وسوء معاملة للمعتقلين، انهم يحسنون معاملة المشتبه بهم في سامراء 120 كلم شمال بغداد ويعتمدون في عملهم على تعاون السكان. ويشهد الجيش الاميركي على حسن سلوك المغاوير، لكن"الحزب الاسلامي"أكد أن الغاوير والجيش يعاملون المعتقلين ب"بربرية". ويقول العقيد بشار عبدالله حسين 40 عاما الذي يقود لواء المغاوير الاول المنتشر في سامراء"صحيح اننا نعتقلهم وان المشتبه بهم ينتظرون منا ان نعذبهم كما كان عليه الحال في ظل النظام السابق، لكننا نلجأ الى الوسائل النفسية وندخل في نقاش وحوارات معهم لساعات ونقدم لهم الشاي كي نخل بتوازنهم". واضاف"نحن نستخدم كل الطرق الممكنة ولماذا علينا اللجوء الى اساءة معاملتهم؟ فاذا كانت هناك دلائل على تورطهم في الارهاب فإن عقوبة الاعدام تنتظرهم"مشيرا الى نسخة من اوامر المحكمة الجنائية العراقية. ومن جانبه، يؤكد اللفتنانت كولونيل غاري سميث من الفريق الاميركي المشرف على قوات الشرطة الخاصة التي تتخذ مقرا لها الى جانب قوات المغاوير" نتحرى يوميا حال المعتقلين خلال عمليات الاستجواب ولم نجد يوما عمليات سوء معاملة كبيرة تذكر". وتعرضت قوات مغاوير وزارة الداخلية الى اتهامات بالتعذيب وسوء معاملة المعتقلين، خصوصا المعتقلين من العرب السنة. من جانبه، اعتبر الكولونيل جيف بوكانان من الجيش الاميركي أن"مغاوير الداخلية تعرضوا الى جملة انتقادات واحكام بسوء معاملة نفذها اخرون كالميليشيات او قوات تابعة لوزارة الداخلية مثلما حصل في سجن الجادرية". وادى هجوم شنته القوات الاميركية الشهر الماضي الى الافراج عن حوالى 170 معتقلا غالبيتهم من السنة من سجن الجادرية الذي تتولى ادارته وزارة الداخلية تعرض فيه سبعة معتقلين على الاقل للتعذيب بينما حرم اخرون من الطعام والمياه والعناية الطبية. ويقول سعدي حمزة 31 عاما احد افراد قوة المغاوير ان"التعليمات الواردة الينا من مسؤولينا واضحة وتنص على ضرورة الاعتناء بسجنائنا". ويعتبر لواء"الذئب"اكثر الوية المغاوير خشية وتم في الاونة الاخيرة تغيير اسمه الى"لواء الحرية"بسبب سوء تصرفات افراده. ويعتمد العقيد بشار كثيرا على تعاون الاهالي من سكان المدينة للحصول على المعلومات. ويقول"قبل يومين اتصلوا بنا فجرا كي يعلمونا بوجود ارهابي يتزعم احدى خلايا تنظيم القاعدة الذي يأتي الى سامراء مرة واحدة كل ثلاثة اشهر لرؤية عائلته". واضاف انه بعد اعتقاله"تم استجوابه طوال نهار كامل بحضور الكولونيل سميث واعطانا الكثير من المعلومات". لكن بياناً ل"الحزب الاسلامي"أكد ان الوضع المأسوي الذي يعيشه السجناء في معتقلات وزارتي الدفاع والداخلية والجيش الاميركي هي الدافع وراء محاولة الهرب الفاشلة من سجن الكاظمية الاربعاء، مدينا القسوة التي يلقاها المعتقلون في العراق. وأضاف البيان ان"هذا الحادث وعشرات غيره مما نعلم او مما تخفيه دهاليز السجون المظلمة يعكس الوضع المأسوي الذي يعيشه المعتقلون في سجون الاحتلال ووزارتي الداخلية والدفاع وغيرها". وزاد ان محاولة الفرار"تعكس مدى القسوة التي يعامل بها السجناء في زمن ينادي كذبا بالديموقراطية والحرية والتخلص من الظلم والقهر والمقابر الجماعية". ورأى ان"الممارسات البربرية التي يتعرض لها العراقي الان على يد اجهزة الدولة فاقت التصور وتشكل دليلا على ان الحكومة الحالية تتبنى اجندة سرية انخرطت في تنفيذها منذ ان تسلمت السلطة وما زالت مدفوعة بحقد اسود". واستنكر الحزب"القسوة التي يعامل بها المعتقلون في السجون"، محذرا من خطورة"الانزلاق نحو هاوية خطيرة بسبب هذه الخروقات الفاضحة لحقوق الانسان". ورأى ان"الحل الامثل يكمن في اخلاء السجون فورا واطلاق سراح الغالبية وهم من الابرياء الذين طالتهم يد الغدر بسبب وشايات كاذبة".