كشف تقرير حصلت"الحياة"على نسخة منه ملابسات فضيحة"ملجأ الجادرية"القبو الذي استخدم لتعذيب معتقلين بعد خطفهم. وأشار التقرير الذي ارسله ضابط برتبة لواء الى رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري رافق القوات الأميركية خلال تفتيش الملجأ منتصف تشرين الثاني نوفمبر الماضي الى ان البحث عن طفل خطفته دورية للشرطة، قاد الى معرفة تفاصيل ما جرى في المعتقل الذي كان في السابق مقراً لوزير الداخلية السابق فلح النقيب، قبل ان تحوله الوزارة الى معتقل لم يدرج ضمن السجون الرسمية. وأكد اللواء جواد رومي الدايني في تقريره الى الجعفري ان تظاهرة نظمها ذوو المعتقلين في الأعظمية تمكنت من تقديم شكوى الى آمر اللواء الثاني الاميركي في المنطقة العقيد دسيالفو الذي حاول الاستفسار من الأهالي عن أسباب اعتقال ذويهم، بينهم حسن عماد 15 سنة، علماً أن خال الطفل استاذ في جامعة اورغوان ويحمل الجنسية الأميركي، وكان قدم شكوى الى الكونغرس. ويتابع التقرير ان والدة المعتقل التقت المسؤول الاميريكي مرة ثانية، وأبلغته ان معلومات غير رسمية أكدت لها وجود ابنها في معتقل في الجادرية، فدهمت قوة اميركية تصاحبها قوة من الجيش العراقي المكان، بقيادة الجنرال هورست وطلبت لقاء"العميد عباس"المسؤول عن المعتقل والذي قال لقوات الأميركية ان القبو لا يضم سوى 41 معتقلاً"تم تسفيرهم"ولم يبقَ فيه سوى سبعة أشخاص. لكن الجنرال هورست لم يصدق كلامه، وطالبه بفتح كل الغرف ليتأكد بنفسه، فاكتشف وجود 200 معتقل تعرضوا لشتى أنواع التعذيب. وصرخ أحدهم:"كل هؤلاء المعتقلين أحسن مني لأن قوات الحسين من مغاوير الداخلية اغتصبت زوجتي أمامي وأمام أخوتي الأربعة الموجودين معي في المعتقل حالياً، مع العلم انني من عائلة شيعية وليس لي علاقة بالإرهاب". ويفصل التقرير ظروف تعذيب المعتقلين في القبو، فيؤكد أنهم لم يكونوا يتناولوا سوى"لفة تمن"شطيرة داخلها رز ويتم تعذيبهم على أيدي مقنعين". واكتشفت قوة الدهم غرفة صغيرة احتجز فيها ثلاثة ضباط من وزارة الداخلية برتب عميد ومقدم ونقيب لم يكن يسمح لهم بالذهاب الى دورة المياه سوى مرة واحدة في اليوم.