أعيد فتح حدود غزة مع مصر بعد ان اغلقت لفترة وجيزة انسحب خلالها مراقبو بعثة الاتحاد الاوروبي بعد ان طوق رجال شرطة فلسطينيون غاضبون معبر رفح احتجاجا على مقتل زميل لهم في اشتباك مع احدى العشائر جنوب قطاع غزة. وقال ناطق باسم بعثة المراقبة الامنية التابعة للاتحاد الاوروبي المتمركزة عند معبر رفح ان العمليات استؤنفت في المعبر بعد ظهر امس. وقال شهود ان رجال شرطة يدعمهم مسلحون من حركة"فتح"الحاكمة منعوا السيارات من الوصول الى معبر رفح وانتشروا في المنطقة وطردوا المسافرين. واضافوا ان رجال الشرطة كانوا غاضبين بعد وفاة زميل لهم في اشتباك مع عشيرة في رفح اول من امس. وهرع مسؤولون فلسطينيون مشغولون في البحث عن ثلاثة بريطانيين خطفوا الاربعاء، لنزع فتيل المواجهة عند معبر رفح، وتفاوضوا لانهاء تطويق رجال الشرطة. وطالبت"كتائب شهداء الاقصى"المنبثقة عن"فتح"الرئيس محمود عباس بفصل وزير الداخلية نصر يوسف ورئيس الشرطة علاء حسني، واتهمتهما بالفشل في السيطرة على الفوضى في غزة. وقالت في بيان وقعه أيضا عدد من رجال الشرطة:"اعلموا أننا سنتخذ اجراءات حاسمة تبدأ من اغلاق معبر رفح البري". وقال الناطق باسم بعثة المراقبة الامنية التابعة للاتحاد الاوروبي المتمركزة عند معبر رفح خوليو دي لا جوارديا ان أفراد البعثة انسحبوا الى الجانب الاسرائيلي بينما تحاول السلطة حل المشكلة. واضاف:"الشرطة الفلسطينية نصحتنا بالرحيل. معبر رفح اغلق لان المراقبين غادروه". وقال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات عندما سئل عن الحصار:"هذا امر مزعج للغاية. سنبذل اقصى جهودنا لاعادة فتحه فورا". وفتح المعبر الشهر الماضي بموجب اتفاق توسطت فيه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بعد استكمال اسرائيل انسحابها من القطاع على امل انعاش الاقتصاد الفلسطيني وانهاء القتال والصدامات الفلسطينية - الاسرائيلية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات. لكن التفاؤل المبدئي تضاءل بسبب استئناف اعمال العنف التي لم تظهر بوادر تذكر على تراجعها. وفي تعبير جديد عن الانفلات الامني المنتشر في الاراضي الفلسطينية، افادت مصادر امنية وطبية فلسطينية ان الفتى فتحي مشتهى 14 عاما قتل عندما اطلق مسلحون النار على مخفر للشرطة يحتجز فيه احد افراد عائلتهم. وقالت المصادر ان مشتهى وهو بائع متجول قتل اثناء وقوفه قرب المخفر في حي الشجاعية. وقتل شرطي ومدني اول من امس في تبادل لاطلاق النار قرب المخفر بين الشرطة وافراد عائلة كان اوقف فرد منها في اطار حملة ضد تهريب المخدرات وسرقة السيارات. واعتبر قائد الشرطة الفلسطينية العميد علاء حسني ان التظاهرة التي ضمت عشرات من افراد الشرطة الفلسطينية في معبر رفح وادت الى تعطيل العمل في المعبر احتجاجا على مقتل احد زملائهم في اشتباكات مع الشرطة الخميس في غزة"تعبير للاسف خاطئ". وشدد على ان الشرطة الفلسطينية ستحاسب كل من"امتدت يده على رجال الشرطة والامن وسيعتقلون لتقديمهم للقضاء". واكد ان الشرطة واجهزة الامن ستواصل حملتها الامنية من اجل"مهاجمة اوكار الفساد وتجار المخدرات والخارجين عن القانون". واتهم جهات لم يسمها بمحاولة انشاء"مافيات وعصابات محلية تستتر تحت عناوين واسماء".