حذر الرئيس السابق لجهاز المخابرات الاسرائيلية شاباك آفي ديختر، أحد الشخصيات المحورية في حزب"كديما"الذي يتزعمه رئيس الحكومة ارييل شارون، من"عواقب"انسحاب اسرائيلي أحادي الجانب من أجزاء في الضفة الغربية وأبدى معارضة شديدة لاطلاق سراح النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الاسير مروان البرغوثي. واتفق مع ديختر في موقفه من البرغوثي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية المنتهية ولايته الميجر جنرال أهارون زئيفي فركش الذي رأى ان من شأن خطوة كهذه ان تقضي على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن. وقال ديختر في سياق مقابلتين منفصلتين مع"يديعوت احرونوت"و"معاريف"أن أكثر ما يخشاه هو الشروع في مفاوضات فورية حول التسوية الدائمة"يجب تجنب ذلك مثل تجنب النار... يحظر علينا ان نعوّد الفلسطينيين والاميركيين انه في كل مرة تتعثر فيها العملية السياسية بسبب عدم قيام السلطة الفلسطينية بالملقى عليها، تنفذ اسرائيل انسحاباً"، مضيفاً انه لا يمكن منح الفلسطينيين مكافأة على احباطهم المراحل الأولى من"خريطة الطريق"الدولية و"لا يوجد أي مبرر في حال كهذه للتوجه الى المستوطنين في الضفة الغربية والطلب منهم اخلاء بيوتهم بحثاً عن الهدوء". وزاد انه كل من يقوم بانسحاب كهذا فإنه يتخلى عملياً عن أمن اسرائيل ومن دون أي ضمانات". ورأى ديختر ان الفلسطينيين على شفا الهاوية"وهناك ثلاث طرق تجعلهم يدركون هذه الحقيقة: أولها من خلال الردع الاسرائيلي،"لكن ليس في اوساط الفلسطينيين عدد كاف من الشخصيات المستعدة لتقول لحركتي حماس والجهاد الإسلامي كفى، لن ندعكما تجرانا الى الهاوية". أما السيناريو الثاني فيتمثل في"سيطرة العصابات المسلحة والحمائلية والعائلية، ما أدى الى إرهاب داخلي وفوضى وابتزاز". ويتعلق السيناريو الثالث بالعملية الديموقراطية الطبيعية و"سيفهم الفلسطينيون أن الخلاف داخل حركة فتح سيعيدهم عقوداً الى الوراء". ويتابع ديختر أن الانتخابات في أراضي السلطة الفلسطينية"جيدة لإسرائيل، ويحظر علينا التدخل فيها باستثناء منع الفلسطينيين في القدس من المشاركة فيها"، والأمر الثاني عدم اطلاق سراح البرغوثي"إذ علينا احترام القانون الذي دانه في خمس عمليات قتل". وزاد:"ان من يرى في البرغوثي نلسون مانديلا فإنه إما لا يعرف مانديلا أو لا يعرف البرغوثي، والأخير بنى مكانته السياسية بواسطة قتل إسرائيليين". وختم أنه لا يعارض مبدئياً تفاوضاً إسرائيلياً مع"حماس"، شرط أن تلغي الحركة ميثاقها من العام 1988 الداعي الى ابادة إسرائيل، و"اعمالها في الماضي لا تلغي إمكان الحوار معها في المستقبل". على صلة، رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية أهارون زئيفي فركش أن البرغوثي يمثل"ايديولوجية الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي اتخذ من الإرهاب سلاحاً استراتيجياً لن يلقيه قبل أن تتحقق كل الأهداف الفلسطينية". وأضاف انه ينبغي ان يقف العالم وراء"أبو مازن"ويمنحه فرصة أخرى، فيما الافراج عن البرغوثي يضعف مكانة الرئيس، محذراً في الآن ذاته من أنه"إذا واصل أبو مازن وحركة فتح نهجهما الحالي، فإن الانتخابات الفلسطينية الوشيكة ستدفن فتح". وتابع فركش أنه يتوقع أن تحصد"حماس"35 - 50 في المئة من مقاعد المجلس التشريعي في الانتخابات القريبة و"هذا يعني، من جهة، أن حماس ستكون منضبطة أكثر، لكن من جهة أخرى، يعني أجندة ليست مريحة لاسرائيل". وزاد ان"حماس"قد تلجأ الى"أساليب ايرلندية"، اي ان تكون في السلطة، وتجنح بها نحو اليمين المتطرف، وفي الآن ذاته تواصل الاحتفاظ بذراع تنفذ الارهاب. وختم في هذه المسألة قائلاً انه يؤمن بصدق دعوة"أبو مازن"الى السلام ووقف الارهاب"السؤال يبقى ماذا يفعل لتحقيق ذلك... لقد باع لحماس مستقبله ومستقبل السلطة الفلسطينية حين اتفق معها على عدم جمع سلاحها وهكذا رهن مستقبله السياسي". وعن"الاجراءت الديموقراطية"في العالم العربي، قال فركش انها ايجابية"لكنها تشكل خطراً ملموساً حين نرى ان حماس - الاخوان المسلمين في تصاعد في مصر والأردن والسلطة الفلسطينية وحتى في سورية"واضاف ان"بعض زعماء الدول العربية، خصوصاً التي تقيم علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل، ذعر من مرض رئيس الحكومة ارييل شارون فيما فرح آخرون لذلك".