سجل النفط الخام مستويات قياسية جديدة أمس مع ارتفاع سعر النفط الأميركي الخفيف في الأسواق الآسيوية 4.67 دولار للبرميل ليصل إلى 70.80 دولار، ليتراجع بعدها في العمليات الاوروبية الى 68.95 دولار. ويعود سبب هذا الارتفاع غير المسبوق في أسعار النفط إلى مخاوف السوق من إعصار كاترينا، والدمار الذي يمكن أن يلحقه بالمنشآت النفطية في الولايات الجنوبية الأميركية، وفي منصات الإنتاج في خليج المكسيك. وتم وقف انتاج 633 ألف برميل يومياً من إنتاج النفط الخام ، أو 42 في المئة من الطاقة الإنتاجية في الولايات الجنوبية الأميركية، والتي توفر نحو ربع النفط الأميركي. كما أُغلقت سبع مصافي تكرير في ولاية لويزيانا تبلغ طاقتها الانتاجية 1.449 مليون برميل يومياً، أو نحو 8.5 في المئة من طاقة التكرير الأميركية. ولا يقتصر تخوف الأسواق على ارتفاع الاسعار من إقفال المصافي لفترة معينة، بل إلى أعلى مستوى منذ ست سنوات. اذ تكمن المخاوف من الأضرار التي ستلحق بمنشآت التكرير نتيجة الإعصار، والتي لن تكتشف إلا بعد تحسن الطقس. وتدل هذه المؤشرات إلى احتمال استمرار ارتفاع الأسعار في الفترة المقبلة، لأن المخزون التجاري سينخفض لعدم وصول النفط الخام إلى الخزانات في الأيام المقبلة، فضلاً عن توقف التكرير وبالتالي النقص في مستوى المنتجات البترولية. تراجع الدولار تراجع سعر الدولار الاميركي نصف نقطة مئوية في مقابل اليورو والفرنك السويسري امس بفعل ارتفاع أسعار النفط الى مستوى قياسي بلغ 70.80 دولار نتيجة مخاوف من ان يلحق الاعصار"كاترينا"أضراراً بالمنشآت النفطية في منطقة الساحل الاميركي في خليج المكسيك. كما تراجع الين مع انخفاض اسهم طوكيو. وتراجع الدولار نتيجة المخاوف من تأثير اسعار النفط سلباً في النمو الاقتصادي الاميركي، ومن ان تعطي مجلس الاحتياط الفيديرالي مبرراً لابطاء سياسة رفع اسعار الفائدة في حال تجاوزت الاسعار مستوى 70 دولاراً للبرميل. وتراجع الين أمام الدولار واليورو بعدما تسبب ارتفاع أسعار النفط في خفض مؤشرات أسهم طوكيو. وأظهر استطلاع للرأي تراجعاً في شعبية الحزب الديموقراطي الحر الذي يتزعمه رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي. وانخفض الدولار في افتتاح جلسات التداول 0.4 في المئة عن سعر اقفال الجمعة الماضي في السوق الاميركية، ليصل الى 1.2326 لليورو، كما تراجع 0.5 في المئة في مقابل الفرنك السويسري مسجلاً 1.2532، وانخفض نصف دولار في مقابل الجنيه الاسترليني. وأغلقت أسواق لندن أمس بمناسبة عطلة مصرفية ومن المتوقع أن يضخم انخفاض حجم التعامل من تحركات العملات. كما كانت خسائر الدولار ملحوظة في مقابل عملتي كندا والنروج المنتجتين للنفط، اذ تراجع نحو ثلاثة أرباع نقطة مئوية في مقابل الدولار الكندي والكرون النروجي مقترباً من أدنى مستوى له في العام الحالي أمام العملة الكندية. الا ان سعر الدولار ارتفع في شكل طفيف في مقابل الين الياباني مسجلاً 110.26 ين، كما سجل اليورو أعلى مستوى منذ أسبوعين أمامها أيضاً متجاوزاً 136 يناً. كما انعكست اسعار النفط على سوق الاسهم الاوروبية عند بداية التعاملات، لتتجدد المخاوف من آثارها في أرباح الشركات وإنفاق المستهلكين. كذلك تراجعة الاسهم الاميركية في بداية جلسة المعاملات في وول ستريت امس مع وصول الاعصار كاترينا الى سواحل لويزيانا مهدداً باحداث خسائر ببلايين الدولارات ودافعاً اسعار النفط الى مستوى 70 دولار للبرميل مع توقف بعض انتاج النفط الخام في خليج المكسيك. رد فعل الماني وحذر وزير المال الالماني فولفغانغ كليمنت من خطورة استمرار سعر النفط في الارتفاع في السوق العالمية، معتبراً ان هذا الارتفاع"يسبب تأزماً خطيراً"في الوضع الراهن. وندد بپ"المراهنات الحاصلة دولياً"التي تؤدي الى تسجيل ارقام قياسية جديدة بعد وصول سعر برميل النفط امس الى 70.80 دولار. وبعدما اشار كليمنت في تصريح ادلى به في برلين الى ان الوضع الراهن"يشكل تأزماً خطيراً في قطاع الطاقة"، دعا الى"اتخاذ كل الاجراءات الممكنة لمحاربة المراهنات"الجارية فيه. واعتبر ان ازاء هذا الواقع"لا بد من توسيع الشراكة مع روسيا في مجال الطاقة"، مشيراً في الوقت نفسه الى ان"كل شيء يدعم قيام مثل هذه الشراكة للتمكن من المساهمة في التحكم بأسعارها".