تتوجس أسواق النفط العالمية من عمليات الجرد الأولية التي بدأت بها الشركات الأميركية لمصافيها في ولاية لويزيانا نتيجة إعصار كاترينا بعد تردد أنباء عن أن بعضاً من هذه المنشآت تقع تحت سطح الماء وأن عمليات التنظيف والإصلاح قد تأخذ اسبوعاً أو اسبوعين ولربما أشهر. وتكمن المخاوف في الوضع الدقيق لمخزون المنتوجات البترولية في الولاياتالمتحدة خلال هذا العام، وبالذات المستوى المنخفض لمخزون البنزين، والذي لا يمكن أن تساعده كثيراً الدعوات الى إطلاق بعض الاحتياطي الاستراتيجي البترولي ما دامت بعض المصافي الكبرى مغلقة. وبدأ الكلام فعلاً في الأوساط النفطية بضم إعصار كاترينا إلى العوامل الاخرى التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، منها ازدياد الطلب في الصينوالولاياتالمتحدة، وشح طاقة المصافي، وانخفاض الانتاج العراقي والتحديات السياسية في ايران وفنزويلا. وأدت مجموعة من الأخبار مساء أول من أمس إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، فسجل سعر النفط الأميركي الخفيف 70.85 دولار واستقرت الأسعار ظهر أمس على 69.54 دولار. ووصل سعر البنزين في العديد من الولايات الى نحو ثلاث دولارات للغالون. وأعلنت شركة"رويال دتش شل"أنه نتيجة لمسح جوي، فقد تضررت المنصة الرئيسة لحقل مارس في خليج المكسيك والتي تنتج 200 ألف برميل يومياً، بالإضافة إلى فقدان حفارتين. كما أعلنت ست شركات للحفر، منها"ترنسوشين وأينزكو"، عن فقدان بعض الحفارات البحرية ما يثير المخاوف من أن تصطدم بالمنشآت السطحية والأنابيب في قاع البحر. كما ذكر أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، بعد جولة جوية له على بعض المنشآت في اليابسة، أن ثلاث مصافي على الأقل غمرتها المياه. الاحتياطي الاستراتيجي وأعلن متحدث رسمي لوزارة الطاقة الأميركية أمس أنه ستتم الموافقة حالاً على طلب من إحدى المصافي المتضررة من إعصار كاترينا وسيتم تزويدها بالنفط الخام اللازم. ويعتبر هذا التصريح أول اعتراف رسمي للادارة الأميركية بخطورة الوضع وباستخدام الاحتياطي الاستراتيجي لمعالجة مشكلة الإعصار التي تهدد بزيادة كبيرة في الأسعار في الفترة المقبلة. ويحتوي الاستراتيجي البترولي على 700 مليون برميل من النفط الخام تم تخزينها في السنوات الماضية في كهوف في ولايتي لويزيانا وتكساس، ويمكن سحب 4.2 مليون برميل يومياً منها خلال فترة 90 يوماً. وتعتبر هذه الكمية كافيةً لتعويض النفط الخام المفقود نتيجة للإعصار والذي يقدر بنحو مليون برميل يومياً. إلا أن هذا التعويض لن يحل مشكلة الأسواق، إذ أن النقص هو في المصافي. وتقول كبيرة محللي الطاقة في مصرف"سوسيتي جنرال"ديبورا وايت:"كان من المعروف أن الولاياتالمتحدة ستقرض المصافي المتضررة نفطاً من الاحتياطي الاستراتيجي. ولكن اعتقد البعض خاطئاً في بداية الأمر أن هذا سيشمل منتجات بترولية. والحقيقة أنه نفط خام فقط. وكما هو معروف لا توجد مشكلة مع النفط الخام. فالمشكلة هي في شح سعة المصافي نتيجة الخسارة التي لحقت بنا بسبب الإعصار".