دافع مسؤولون أميركيون عن برنامج لمكافحة الإرهاب أطلقته الاستخبارات الاميركية لمراقبة نسبة الإشعاع في أنحاء الولاياتالمتحدة، طاول اكثر من مئة موقع إسلامي في محيط واشنطن، مشددين على أن أحداً لم يستهدف بسبب دينه. وأفاد مسؤول على اطلاع على البرنامج أن المواقع الإسلامية من مساجد ومخازن ومنازل وأماكن عمل التي استهدفت هي تلك التي يعتقد أن"القاعدة"يمكن أن تكون تغلغلت في جوارها. ولم يعثر على أي مواد إشعاعية في الأماكن التي رصدها البرنامج الذي انطلق عقب اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 واستمر حتى العام 2003. وكانت مجلة"يو اس نيوز اند وورلد ريبورت"كشفت عن برنامج المراقبة الذي استهدف أكثر من 120 موقعاً يتردد عليها مسلمون في واشنطن وشيكاغو وسياتل وديترويت ونيويورك ولاس فيغاس، فيما كشفت صحيفة"نيويورك تايمز"أن"وكالات حكومية كشفت أنها وضعت معدات للكشف عن المواد المشعة في مرافئ ومحطات مترو وأماكن عامة أخرى، لكن المراقبة السرية والواسعة النطاق لأملاك خاصة لم تكن معروفة لدى عموم الناس". وأثار التقريران غضب المنظمات المسلمة في الولاياتالمتحدة التي طالبت وفقاً لقانون حرية المعلومات، بمعرفة أي من مواقعها خضع للمراقبة. كما طلبت لقاء مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي الذي أدار البرنامج بالاشتراك مع وزارة الطاقة. ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"عن مدير مجلس العلاقات العامة الإسلامية احمد يونس قوله:"المشكلة هي أن البرنامج يجعل المجتمع المسلم يشعر بأنه مشتبه به وأنه مستهدف". وعبّر مايكل ميسون المشرف على المكتب الميداني ل"أف بي آي"في واشنطن عن أمله في لقاء المجموعات المسلمة الأسبوع المقبل، نافياً خرق الدستور عبر عمليات المراقبة التي أطلقها مكتب التحقيقات. التسلل الى الكومبيوترات في غضون ذلك، ابتكرت وكالة الأمن القومي ملفات الكترونية تسللت بواسطتها الى أجهزة كومبيوتر زوار موقعها الإلكتروني، ما مكّنها من تعقّب تحركات هؤلاء على الانترنت، على رغم القوانين الفيديرالية التي تمنع هذا النوع من انتهاك الخصوصيات. واللافت أن هذه الملفات المعروفة باسم"كوكيز"اختفت بعد شكوى تقدم بها ناشط، وعقب تحقيقات بدأتها وكالة"أسوشييتد برس"الأسبوع الجاري. وأقرت وكالة الأمن القومي بارتكابها خطأ في هذا المجال. وعلى رغم ذلك، أثارت الخطوة تساؤلات في شأن الخصوصية التي انتهكتها الوكالة أضيفت إلى فضيحتي التنصت ومراقبة مواقع إسلامية. وقال مدير مركز الديموقراطية والتكنولوجيا لجنة حقوقية خاصة في واشنطن آري شوارتز:"نظراً إلى قدرة المراقبة التي تتمتع بها وكالة الأمن القومي، لا تعتبر تلك الملفات هماً كبيراً، لكنها تظهر نقصاً في فهم قواعد الخصوصية عندما لا تتبع القوانين الحكومية لحرية الشبكة الإلكترونية". وحتى الثلثاء الماضي، كانت الوكالة ابتكرت ملفي"كوكيز"يسري مفعولهما حتى عام 2035. وأفاد الناطق باسم الوكالة دون ويبر أن ال"كوكيز"جاءت نتيجة تحديث برمجيات.