مع إعلان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني عدم دعم اي قائمة انتخابية في الانتخابات العراقية المقبلة المقررة في 15 كانون الاول ديسمبر المقبل اتجهت الأحزاب والكيانات السياسية الى رجال دين ومراجع آخرين للحصول على الدعم الديني الذي سبق وحمل"قائمة الائتلاف"الشيعية في الانتخابات الماضية الى قمة الهرم السياسي بأعلى نسبة من الاصوات. في وقت أعلن مقتدى الصدر عدم دعمه القائمة على رغم اشتراك انصاره فيها. واتفق المراجع الأربعة الرئيسيون في النجف، وهم آية الله علي السيستاني، واية السيد محمد سعيد الحكيم، واية الله الشيخ بشير النجفي واية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض على عدم منح الدعم لأية قائمة سياسية في الانتخابات المقبلة. وأكد السيد محمد حسين الحكيم الناطق الرسمي ونجل المرجع الديني في النجف السيد محمد سعيد الحكيم ل"الحياة"ان المراجع الأربعة في النجف اتفقوا على عدم دعم اية قائمة انتخابية وعدم التدخل في الشأن السياسي مستقبلاً. وأضاف:"دعمت المرجعية سابقاً قائمة الائتلاف العراقي الموحد لتأمين صوغ الدستور وعندما اكتمل الدستور واقر من قبل الشعب قررت المرجعية عدم التدخل في السياسة وترك الحرية للعراقيين باختيار الانسب والاصلح لهم". واشار الى ان المرجعية الرئيسية في النجف ستحض الناس وتدعوهم الى المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة لان المشاركة"عامل أساسي في ضمان استمرار العملية السياسية وحفظ حقوق الناس". الى ذلك حاولت بعض الكيانات السياسية المرشحة كسب دعم رجال الدين ومراجع اقل حظوة من المراجع الأربعة الرئيسية وأعلن"الائتلاف الاسلامي الشيعي"ان المرجع الديني اية الله محمد تقي المدرسي في كربلاء، المرجع الديني الذي كان يقيم في قم ايران وعاد الى العراق بعد سقوط نظام السابق، يدعمه. وازداد عدد المرجعيات الدينية في الشارع الشيعي بصورة ملحوظة بعد سقوط نظام صدام بعد عودة من كان يقيم منهم في قم امثال السيد عباس المالكي والمرجع تقي الله الموسوي وبعضهم في سورية مثل المرجع الديني السيد احمد البغدادي. لكن الزخم الديني والسياسي الأهم حصلت عليه كتلة الائتلاف الشيعية بانضمام التيار الصدري لها والغالبية من أفراد هذا التيار الصدري يمثلون ثقلاً مهماً في الشارع الشيعي يعودون في تقليدهم الى اية الله محمد صادق الصدر والد السيد مقتدى الصدر على رغم نداء السيد مقتدى لأنصاره بالرجوع بالتقليد الى اية الله الحائري في ايران ويأخذون توصياتهم في الأمور السياسية والدنيوية من قبل السيد مقتدى الصدر شخصياً. ويؤكد السيد رياض النوري الناطق الرسمي باسم الصدر ان"السيد"لم يدعم قائمة الائتلاف العراقي على رغم انضمام الصدريين اليها. مشيرا الى انه الصدر لن يدخل في الشأن السياسي ما دام الاحتلال موجوداً وان افراد التيار الصدري الذين دخلوا في قائمة الائتلاف وشكلوا للكتلة الصدرية يعودون الى آراء شخصية ومواقف خاصة والصدر لم يدخل في أي مشروع سياسي لهم باسمه ورفض استخدام اسمه في أي دعاية انتخابية.