اكد الرئيس الاميركي جورج بوش امس ان السياسة الاميركية في الشرق الاوسط لم تعد تستهدف دعم الانظمة الشمولية بحجة الحفاظ على الاستقرار، معتبراً ان الانظمة القمعية"لن تكون جزءاً من المستقبل، بل هي جزء من ماض فقد صدقيته". وقال في خطاب القاه في كلية الحرب التابعة لجامعة الدفاع الوطني إن العالم"بات يتحدث بصوت واحد لضمان اعطاء فرصة للديموقراطية والحرية"، مشيراً الى الانتخابات الناجحة في افغانستان والاراضي الفلسطينية والعراق، فضلاً عن التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في لبنان، والخطوات نحو الاصلاح السياسي في مصر والمملكة العربية السعودية. وأشاد الرئيس الاميركي بجهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدعم الاصلاح وفرض سيادة القانون، بما في ذلك"تفكيك المنظمات الارهابية في سياق تحقيق الهدف المشترك بإقامة دولة فلسطينية ديموقراطية تتعايش بسلام وحرية مع اسرائيل". وقال ان"على اسرائيل تجميد النشاطات الاستيطانية ومساعدة الفلسطينيين على بناء اقتصاد جيد وضمان ان تكون الدولة الفلسطينية قابلة للحياة بشكل حقيقي وعلى ارض متصلة في الضفة الغربية ... فنحن نسعى الى دولتين ديموقراطيتين: اسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً الى جنب في سلام وامن. وهذا الهدف يمكن تحقيقه اذا التزمت الاطراف مسؤولياتها واذا تم انهاء الارهاب". واضاف بوش"على الدول العربية انهاء التحريض في وسائل اعلامها ووقف التمويل العام والخاص للارهاب ووقف دعمها للتعليم المتطرف واقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل". واعتبر بوش ان زرع بذور الديموقراطية في الشرق الاوسط"سيساهم في تحقيق الامن والسلام لأميركا والعالم". وربط بين الانظمة غير الديموقراطية وظاهرة الارهاب، مشدداً على ان"فسحة الامل التي وفرتها الاحداث الاخيرة يجب ان تخلق تفكيراً جديداً في المنطقة. يجب ان يصبح واضحاً بأن الانظمة القمعية لن تكون جزءاً من المستقبل، وبأن العالم مهتم بالتقدم نحو الامل والحرية في الشرق الاوسط الاوسع. ودعا الامم الحرة الى"الوقوف الى جانب قوى الديموقراطية والعدالة التي بدأت تتحرك في الشرق الاوسط". وخاطب سورية وايران قائلاً:"آن الاوان لسورية وايران ان تتوقفا عن استخدام الجريمة سلاحاً سياسياً وان تنهيا كل الدعم للإرهاب". وحض ايران على تبديد"المخاوف الدولية"بشأن برامجها النووية، مجدداً دعمه للاتصالات الاوروبية مع ايران، وقال"نريد لحلفائنا ان ينجحوا لأننا نشترك في الرأي بأن امتلاك ايران لاسلحة نووية سيكون عامل زعزعة استقرار وتهديد جيران ايران كافة". كما دعا ايران الى تطبيق اصلاحات ديموقراطية، وقال:"نتطلع الى اليوم الذي يشارك فيه الايرانيون في التغيرات التي تجري في المنطقة. ونتطلع الى اليوم الذي يصبح فيه الشعب الايراني حراً". ولاحظ ان"مجموعة من الاحداث في الشرق الاوسط باتت تشكل نواة للتحول نحو انبعاث الامل في الاتجاه الصحيح. التاريخ يتحرك بسرعة وامام زعماء الشرق الاوسط خيارات مهمة عليهم اتخاذها". واعتبر ان انتشار الديموقراطية في المنطقة بات ضرورياً من اجل الانتصار في الحرب على الارهاب، مشيراً الى ان"فرص الديموقراطية بقيت مجمدة لعقود، إلا أنها بدأت تتحرك اخيراً".