من ميلاد البارزاني الخالد الى رحيل بلبلنا الحزين محمد شيخو، الى شروق انتفاضة قامشلو، الى مذبحة حلبجة الشهيدة، الى نوزوزنا العظيم وغيرها. هذا هو آذارنا مارس بمجيء الربيع يبدأ آذارنا بالغناء وبالبكاء، بالفرح والحزن، يطرق أبواب قلوبنا قبل أن يدخل تقويمنا اليومي ليأخذ الاذن منا، ليتفضل الى ديار الكورد، ليبدأ سلسلة من أحداث جديدة سعيدة أو حزينة، ويجمع ما للكورد في آذار، وفي الربيع الذي يرافق قدومه من دون سابق انذار. قد يكون قدر حجلنا الكوردي أن يحزن ويفرح، يبكي ويضحك، يمرح ويمرض في هذا الشهر، في هذا التوقيت، هذا الشهر الذي صارت أيامه جزءاً من تقويم حياتنا ومن تاريخنا وحاضرنا وكياننا ووجودنا. فهل هذا محض الصدفة؟ أم تقصد من الدهر والقدر لينتقم منا، فلا نفرح يوماً كاملاً، نبكي في بدايته، أو في نهايته، ونفرح ونحزن في اللحظة نفسها. عندما يأتي آذار، الأمهات تضع أياديها على قلوبها. فخوفها صار أكبر من أي وقت في العام. في هذا الشهر قد يكون لأحد أبنائها ما يخفيه القدر له. والعشاق يبكون فيه خوف أن يخطف آذار الحبيب من الحبيب. فالدموع تخرج من عيون العاشقات المنتظرات قدوم ما يعكر صفو لحظات الحب الجميلة، أو يسرع قدوم الحب الأبدي. ونحن ننتظر آذارنا لكي يمر بخير ويترك لنا الزهور متفتحة. تبدأ الزهور بالتفتح في آذار. وتبدأ الطيور بالعودة الى أوطانها. وتبدأ الحياة تدب في أرضنا من جديد. نحبس مآسينا ودموعنا لكي نفرح ليوم قادم قد يحمل جديداً وخيراً لنا، ولا يحمل، ولو مرة في تاريخه، مأساة أو حادثة حزن يذهب صداها الى آبد الفاجعة. في آذار نبدأ بقطاف ثمار تاريخنا المنصرم. فنعزف أحلى أناشيد النار لقدوم نوروزنا. نبدأ بإحياء ذكرى أول حدث حقيقي في تاريخ الكورد، بإيقاد النار على جبال كوردستان لنستذكر كاوا الحداد، البطل الأسطوري، ليس للأكراد وحدهم. الشعوب التي تحتفل بآذار ونوروز تحتفل بذكرى رحيل الديكتاتور الأول، أزدهاك، هذا الهمجي الذي قطف من حديقتنا البشرية كل زهرة شابة ووردة في مقتبل العمر. مسعود عكو [email protected]