كتاب "تاريخ أوروبا في العصور الوسطى" للمؤرخ موريس بيشوب 1893 - 1973 هو واحد من أهم الكتب التي تناولت تاريخ أوروبا في العصور الوسطى وفيه يقدم عرضاً شاملاً لنواحي التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، معتمداً على عدد كبير من أمهات المراجع الانكليزية والفرنسية والايطالية، فضلاً عن الكثير مما حوته المتاحف الأوروبية من كنوز المعرفة وآثارها وما حوته بعض دور الأرشيف الأوروبية من معلومات تضيء تلك الحقبة الزمنية. يتضمن الكتاب عشرة فصول تتناول في أولها العصور الوسطى المظلمة وسقوط روما واضمحلال الامبراطورية ونواة النظام الاقطاعي وارتفاع شأن الكنيسة مروراً بازدهار العالمين الاسلامي والبيزنطي حتى تضامن أوروبا في مواجهة الوثنية، ثم ينتقل الى العصور الوسطى العالمية والمجد الاسلامي والحروب الصليبية... أما الفصل الثالث فيتناول وظيفة الفروسية والقلاع وطرق تحصينها ثم بقية الحملات مثل الحملة على القسطنطينية ومصر ثم نهاية الوجود الصليبي والفشل الذريع وأسبابه. الفصل الرابع خصصه لحياة النبلاء ومصطلح الاقطاع والتمايز الاجتماعي والاقتصادي في ظله. في الفصل الخامس يعالج عصر الايمان الكنسي وهيمنته والذخائر المقدسة والصراع عليها انتهاء بفقراء ليون ومحاكم التفتيش، وعالج في فصله السادس تطور الانتاج الزراعي وظهور طبقة التجار والمدن الجديدة لينتهي بالحياة المنزلية. أما الطبقة العاملة فهي موضوع الفصل السابع، لينتقل في الثامن الى الحياة العقلية وأعلام القرن الحادي عشر والمدارس وطرق التدريس ونشأة الجامعات واليوم الدراسي والمناظرات، في الفصل التاسع حديث عن التراث الفني في العصور الوسطى حيث استمرت الانماط الرومانية ثم التأثير المعماري البيزنطي والزجاج الملون وتصوير الشخصيات المقدسة ثم الفن القوطي وعناصره الاربعة لينتهي الى عصر النهضة والرسامين العظام وكذلك الموسيقى والغناء والرقص، وينهي كتابه بالفصل العاشر الذي يفرده للحديث عن ظهور الملكيات المستبدة وتدهور النظام الاقطاعي، وازدياد نفوذ الملوك وتقويض نفوذ النبلاء وازدهار الطبقة البورجوازية والاشارة الى تيمورلنك باعتباره اعصارا من الشرق. الكتاب الذي صدر عن "المشروع القومي للترجمة" قام بنقله الى العربية علي السيد علي، الاستاذ غير المتفرغ لتاريخ العصور الوسطى في كلية التربية فرع جامعة القاهرة - الفيوم.