اتخذت قضية الفنان الشاب أحمد الفيشاوي ومهندسة الديكور هند الحناوي منحنى دولياً جديداً, وذلك بتعامل الإعلام الأميركي والبريطاني معها باعتبارها"صفحة ليبرالية جديدة يفتحها المجتمع المصري". فقبل أيام, نشرت جريدة"غارديان"البريطانية موضوعاً عنوانه"مصر جديدة ينتظر أن تولد", واعتبرت فيه مجاهرة"أم وحيدة"أي غير متزوجة مثل هند بعلاقتها بالفيشاوي في مجتمع"محافظ مثل المجتمع المصري", وردود الأفعال المؤيدة لها من البعض, انعكاساً لمدى التغيرات التي يموج بها المجتمع المصري. وأشارت الصحيفة في عددها الصادر أول آذار مارس الجاري إلى أن"الفضيحة"التي تشغل المجتمع المصري نتج منها توقف البرنامج الديني الذي كان يقدمه الفيشاوي. ووصفت"الغارديان"أن"الأمة المصرية تنتظر بفارغ الصبر نتيجة اختبار الحامض النووي الذي حكمت المحكمة بخضوع الفيشاوي والحناوي والرضيعة له,"وذلك لإثبات أو نفي أبوته ل"لينا"، ابنة هند. وسبقت"الغارديان"إلى الاهتمام بالمعركة الدائرة بين الحناوي والفيشاوي واعتبارها علامة من علامات التغيير المجتمعي في مصر, وكالات أنباء عالمية, وصحف أميركية, بل ويابانية وإيرانية. وبدا الأمر برمته بالنسبة الى الصحف كأنه إعلان عن مرحلة جديدة من المصارحة والواقعية في المجتمع. وربما ما شجع الإعلام الدولي على التعامل مع القضية بذلك الترحيب والتهليل ما صرح به مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة من ضرورة أن يعترف الفيشاوي ب"لينا"الصغيرة, مؤكداً أن الزواج"العرفي"بينهما معترف به, وذلك لوجود شاهد عليه, وهو ما ينكره الفيشاوي. وعلى الصعيدين المحلي والعربي, تموج مواقع الدردشة على شبكة الإنترنت بمعارك طاحنة وتراشق بالألفاظ, منها ما ينعت الحناوي بأقبح الألفاظ باعتبارها تجاهر بقضية لا أخلاقية وتخل بشرفها وشرف أسرتها في المقام الأول, ومنها ما يندد بالفيشاوي الذي ينكر وجود علاقة بينهما ناهيك بالرضيعة لينا. الطريف أن حفلة"سبوع"مرور أسبوع على ولادة لينا حضرها ممثلون من جمعيات حقوقية تُعنى بحقوق المرأة والطفل، وذلك للتعبير عن التعاضد والتأييد لموقف الحناوي وإشادة منهم ب"شجاعتها في المجاهرة بالعلاقة"العرفية"بينهما. وإلى أن يحل يوم 26 أيار مايو المقبل, وهو الموعد الذي حددته المحكمة لإصدار حكمها في قضية النسب, تخضع"العائلة"غير المعترف بها والمتكونة من الفيشاوي والحناوي والابنة لينا, لتحاليل جينيه في مختبرات الطب الشرعي. ويستمر السجال على الشبكة العنكبوتية والمقالات التي تعتبر الحناوي والفيشاوي صفحة من صفحات الإصلاح والتجديد في مصر.