الكاتبة ميرال الطحاوي متشائمة، فهي لا ترى سوى تراجع على الصعيدين العربي والمصري. وتقول:"يرتبط تقدم المرأة العربية حتمياً بالأوضاع السياسية والاقتصادية، ولا أتوقع أن تحدث طفرات كبيرة في ظل الفوضى العارمة في الشرق الأوسط". وتعتبر الطحاوي كارثة"تسونامي"مقياساً ومؤشراً"الى انعدام فعالية الجمعيات النسائية العربية". أما وضع المرأة المصرية، فهو على حد وصفها"مخزٍ ومتردٍ":"التركيز في مصر حالياً منصب على تقليص دور المرأة بفعل المد الديني القوي الذي طاول الجميع. فالجهود الرسمية انصبت على السيطرة على هذا المد سياسياً، لكن نشاطه اجتماعياً قوي جداً. وفي رأيي أن المرأة المصرية ارتدت آلاف الخطوات الى الوراء، حتى في الطبقات المثقفة". وتعتبر ميرال الطحاوي ما حدث في رمضان الماضي خير دليل على ذلك. فقد شاع في إحدى المحافظات أن نجوماً غريبة ظهرت في السماء في ليلة القدر، وفسرها البعض على أنها انعكاس للانحلال والغش في المجتمع. والمثير أن مثل هذا التفسير شاع حتى بين الطبقات المتعلمة والمثقفة. حادثة أخرى تعتبرها الطحاوي مقياساً للردة وتقهقر وضع المرأة المصرية، وهي قضية مهندسة الديكور هند الحناوي. وانتقدت الطحاوي بشدة الهجوم الذي أصابها ووالدها لمجاهرتهما بالحديث عن زواجها العرفي بالممثل الشاب أحمد الفيشاوي. وتعجبت الطحاوي من نعت هند الحناوي بصفة"الزنى"، والهجوم الذي شُن على والدها لمساندته ابنته. وتنفي الطحاوي أن تكون"الإنجازات"التي تحققت على المستويين التشريعي أو السياسي ذات أثر فعلي على المرأة، وذلك"في ظل سيطرة الظواهر الغيبية على المجتمع المصري بفئاته الأمية والمتعلمة". وتقول:"الأمور التشريعية بعيدة كل البعد من التطورات التي تحدث في البيوت المصرية ومستوى الحرية والوضع الثقافي".